فيما شدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بغداد على تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق، شن الطيران الأمريكي غارات جديدة على مواقع للارهابيين في شمال العراق، كما أفادت الأحد القيادة الأمريكية الوسطى التي تغطي الشرق الأوسط. فقد شنت القوات الأمريكية "بنجاح أربع غارات" على مواقع داعش في شمال العراق "للدفاع عن المدنيين الإيزيديين الذين يتعرضون لهجمات عشوائية" بالقرب من سنجار، كما أفادت الأحد في بيان القيادة الأمريكية الوسطى التي تغطي الشرق الأوسط. وفي الوقت ذاته، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارته بغداد وأربيل لتشكيل حكومة "وحدة واسعة" من أجل "خوض المعركة ضد الإرهاب".وشنت طائرات بدون طيار ضربات استهدفت مركبتي لنقل الجند بالقرب من سنجار ودمرت إحداها، كما ورد في البيان. وبعد عشرين دقيقة على الغارة الأولى تم تدمير مركبتين نقل جنود ومركبة مدرعة. وتدمير مركبة نقل جنود على ما يبدو بالقرب من سنجار بين الموصل والحدود السورية، كما قال البيان.من جانب آخر، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس العراقيين إلى تشكيل حكومة "وحدة واسعة" من أجل "خوض المعركة ضد الإرهاب". وقال فابيوس بعد لقاء قصير مع وزير الخارجية العراقي بالوكالة حسين الشهرستاني: "يجب أن يشعر جميع العراقيين أنهم ممثلون وأن يتمكنوا معا من خوض المعركة ضد الإرهاب"، في وقت لا يزال فيه العراق بدون حكومة فيما يواجه منذ شهرين هجوما للمسلحين الجهاديين. ويزور فابيوس أيضا أربيل عاصمة إقليم كردستان. وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الانتخابات التشريعية التي جرت في 30 نيسان/أبريل، لم تتشكل بعد حكومة جديدة في العراق بسبب الانقسامات العميقة داخل البرلمان. وكانت طائرات أمريكية قد قصفت مدفعية يستخدمها التنظيم الارهابي في الهجوم على القوات الكردية بشمال العراق. وذلك عقب إعلان الرئيس باراك أوباما أنه "أجاز" للقوات الأمريكية شن غارات جوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لمنعه من ارتكاب "إبادة" محتملة بحق أبناء الأقليات الدينية، قصفت وشدد أوباما على أن قواته تتحرك لمنع حصول "إبادة" في هذا البلد وأنها ستضرب جهاديي تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية" إذا تقدموا نحو أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. وكان تنظيم داعش الارهابي قد سيطر على سد الموصل، شمال مدينة الموصل، وهو أحد أهم سدود البلاد ويضم محطة لتوليد الطاقة الكهربائية، وذلك حسبما أفادت مصادر رسمية عراقية . وقال هلكورت حكمت المتحدث باسم وزارة البشمركة (الدفاع) لإقليم كردستان لفرانس برس إن: "المسلحين يسيطرون على سد الموصل". وأكد بشار كيكي رئيس مجلس محافظة نينوى كبرى مدنها الموصل (350 كلم شمال بغداد) سيطرة المسلحين على السد، في هذه المحافظة التي يسيطر عليها التنظيم منذ بداية حزيران/يونيو الماضي. ويعد سد الموصل على نهر دجلة عند بحيرة الموصل، التي تقع على بعد حوالى خمسين كيلومترا شمال الموصل، المصدر الرئيسي للمياه في محافظة نينوى والمناطق المحيطة بها.وقد حذر سفير أمريكي سابق في العراق والقائد السابق للقوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس، من خطورة تعرض السد للانهيار.والموصل أحد أهم وأكبر مواقع تواجد "الدولة الإسلامية"، ويعد سد الموصل مهما لاقتصاد "الدولة الإسلامية" التي تعتبرها مركزا "لدولة الخلافة" التي أعلنتها حزيران/يونيو الماضي. ويرى جون دريك الخبير في مجموعة "ايه كي اي" الأمنية أنه "طبيعي أن تطرح مخاطر قيام المسلحين بفتح المياه وإغراق المناطق المنخفضة، لكن الأمر في الموصل سيكون كانك تطلق النار على قدمك" في إشارة لأهمية المنطقة للمسلحين.