كشف السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل أن الرئيس الأميركي باراك اوباما وخلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه (أول من) امس مع رئيس الحكومة تمام سلام تناول الحديث حول الاستحقاق الانتخابي هذه السنة، الرئاسي والنيابي»، معتبراً «أنهما مساران لبنانيان للبنانيين ليختاروا القادة اللبنانيين». وأشار إلى «أن دور الولاياتالمتحدة ليس في الاختيار ولكن في المساعدة مع المجتمع الدولي لتمكين اللبنانيين من أن تكون لهم فرصة في هذا الاختيار، بالتوافق مع دستورهم وبحرية، بعيداً من التدخل الخارجي». وأكد «مساعدة بلاده في حماية هذا الاستحقاق وعدم تمكين التدخلات الخارجية في تحديد الخيار الذي هو حق للبنانيين فقط في القيام به وهذا سيكون خيار اللبنانيين للقيام به بمفردهم». وقال هيل بعد لقائه سلام في السراي الكبيرة: «لقد عدت من واشنطن حيث شاركت في مؤتمر للسفراء الأميركيين مع كبار المسؤولين، وكانت فرصة جيدة بالنسبة إلي للتشاور مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومع عدد آخر من المسؤولين في الإدارة الأميركية حول لبنان». أضاف: «كما علم بالأمس، فان الرئيس أوباما هنأ قيادة الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة وأعرب عن تهانيه لنجاح الحكومة في حصولها على ثقة المجلس النيابي، وهذا ما فعلته أنا اليوم». وقال: «نحن مستعدون للعمل مع الحكومة ورئيسها لدفع العلاقات الثنائية الأميركية- اللبنانية لمساعدة لبنان في حماية نفسه وفي دعم اللبنانيين لتحقيق تطلعاتهم، وهذا الأمر ممكن فقط من خلال حكومة تستطيع العمل». ولفت هيل إلى أن «هناك الكثير من المسائل الطارئة، بما فيها هؤلاء الذين يتدفقون بسبب النزاع السوري، ونحن نقدم دعماً قوياً في هذا الإطار، فخلال السنوات الماضية قدمنا أكثر من بليون دولار للجيش اللبناني ولقوى الأمن الداخلي لمساعدتهم في مهمتهم للحفاظ على كل لبنان من الاعتداءات الإرهابية التي مصدرها سورية، كما قدمنا أكثر من 340 مليون دولار لمساعدة المجتمعات المضيفة في التعامل مع الضغط الحاصل نتيجة تدفق النازحين من سورية». ورأى «أن سياسة النأي بالنفس اللبنانية عن النزاع في سورية هي الأصح، لذلك نحن ندعم ونحث على التزام إعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس عن النزاع في سورية، فعندما يحارب أشخاص من لبنان في سورية أو عن السوريين فهم يجلبون الحرب والعنف إلى لبنان. إن النأي بالنفس هو لصالح لجميع اللبنانيين، ونحن نرى التداعيات المأسوية لعدم الالتزام بالنأي بالنفس على مجمل الأراضي اللبنانية، أكان في طرابلس أو في عرسال، هناك عدد كبير من التقارير الواردة حول التدخل السوري على الأراضي اللبنانية، وأن أفعال نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد تجبر السوريين على الهروب إلى لبنان». وتابع: «أن الولاياتالمتحدة تدين الاعتداءات المتكررة على السيادة اللبنانية من قبل القوات السورية، وتدين القتال في طرابلس وكل الأفعال التي تعرّض لبنان لخطر الانجرار إلى الحرب الحاصلة داخل سورية. وإن مشاعرنا هي مع أهالي طرابلس كما هي مع أهالي عرسال والمنطقة المحيطة، كما ندعم العناصر التي انتشرت أخيراً في عرسال من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والذين سيعملون مع الأهالي لضمان الأمن». وأكد هيل أنه «كلما استمر النزاع في سورية فإن التداعيات على لبنان ستتفاقم»، وقال: «إن نظام الأسد هو الفاعل وليس هو ضحية العنف والإرهاب، وإن دعم هذا النظام هو الذي يؤخر وضع حد للنزاع، وبالتالي ازدياد المخاطر على لبنان». من جهة أخرى تلقى سلام اتصالات تهنئة بنيل الحكومة ثقة المجلس النيابي من كل من البطريرك الماروني بشارة الراعي، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وسفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي بن عواض عسيري. وكان هيل عرض الأوضاع والتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان. كذلك بحث في أوضاع لبنان والمنطقة مع رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة. وعصراً زار السفير الأميركي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وعرضا الأوضاع السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة.