قال مراقبون سياسيون لبنانيون إن طرابلس تغلي على نار المجموعات المسلحة التي تسيطر على الشارع، وتؤججها مشاعر الغبن التي يحس بها أهل المدينة من السنة بعد اعتداءات متكررة من مناطق جبل محسن عليهم بالقنص والقصف والتفجيرات، وأضافوا أن ذلك يحدث رغم التسليم للجيش اللبناني والتجاوب مع خططه الأمنية المتكررة، مشيرين إلى أن الجولة الأخيرة والمستمرة كانت قاسية جدا، إذ أدت لسقوط 25 قتيلا وأكثر من 170 جريحا. وأكثر ما يخيف المراقبين في الساحة الطرابلسية تلك الشعارات التي ارتفعت من جماعات على ارتباط بمجموعات من النصرة رفعت شعارات منبوذة في مدينة العيش المشترك، ومن بين هذه الشعارات "الشعب يريد إعلان الجهاد"، "يا مُسلم ارفع إيدك.. الجيش اللبناني ما بنريدك"، مما يوحي بأن هذه المجموعات قد تستهدف الجيش اللبناني في عمليات أمنية وتفجيرات، كما حصل منذ يومين في البحصاص. وتعيد مصادر متابعة في طربلس تحدثت إليها "الوطن"، سبب الانفجار الأمني في المدينة إلى انتشار السلاح غير الشرعي مما يتسبب بخطر شديد، والحل يبدأ باللجوء إلى محاسبة هؤلاء عبر القضاء اللبناني وبشفافية ومن كل الفئات وعدم حماية أحد، "لا من مجموعات حزب الله وسرايا المقاومة، ولا من مجموعات أخرى تلك التي تدعمها شخصيات سياسية من المدينة وتمولها باللوازم ومحاكمتهم". ومن جانبه، نفذ المجتمع المدني ونقابات المهن الحرّة أمس، اعتصاماً أمام سرايا طرابلس، للتعبير عن رفضهم لما يجري من حوادث أمنية في المدينة، وطالب المعتصمون، الجيش اللبناني والمسؤولين في الدولة، بوضع حد للمسلحين المنتشرين في أماكن الاشتباكات. ورأى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، أنه على "من لا يستطيع أن يبسط الأمن أن يخلي مكانه"، لافتاً إلى أن "طرابلس ليست قندهار، ولا تحتاج إلى عدد كبير من العسكريين لوقف الخروقات والتطورات الأمنية فيها". وهدد قائد أحد محاور طرابلس زياد علوكة بأنه "في حال استمرار إطلاق النار فهو غير معني باتفاق التهدئة الحاصلة"، محذراً "الدولة اللبنانية من استمرار توقيف أبومصطفى الدندشي الذي تم توقيفه من الجيش اللبناني أثناء عودته من سورية، قائلاً "إذا لم يتم إطلاق سراحه فالقوى الأمنية سترى أشياء أكبر يكثير من تلك التي تحصل الآن". من جهته، أشار السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل بعد زيارته رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، إلى أن "سياسة النأي بالنفس هي الأصح، وعلى لبنان اعتماد إعلان بعبدا، وسياسة النأي بالنفس عن النزاع في سورية". وقال: "إننا نسهم مع المجتمع الدولي في أن يكون للبنانيين الخيار ويجب حماية الاستحقاقين الرئاسي والنيابي".