أعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس انتهاء المحادثات في سويسرا بين الحوثيين والوفد الحكومي، على أن تستأنف في 14 كانون الثاني (يناير) المقبل، من دون تحديد مكانها. وعلى رغم عدم احترام وقف النار خلال المحادثات التي استمرت سبعة أيام، أكد ولد الشيخ أحمد أنها أحرزت «تقدماً كبيراً بالاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مهمتها تثبيت الهدنة وبناء جسور الثقة من خلال إطلاق المعتقلين». وأعلن الرئيس اليمني ليل أمس تمديد الهدنة سبعة أيام شرط إلتزام الحوثيين. (للمزيد). في غضون ذلك واصلت القوات المشتركة تقدمها للسيطرة على آخر معاقل مسلحي الحوثييين وقوات صالح في محافظاتمأربوالجوف وشبوة، في ظل استمرار خرق الجماعة الهدنة في مختلف الجبهات، وتصعيدها عبر إطلاق مزيد من الصواريخ الباليستية على مواقع المقاومة والجيش التي وصلت أمس إلى منطقة الخانق، بعد سيطرتها على جبل الصلب في مديرية نهم وهي المدخل الشرقي لصنعاء على بعد حوالى (50 كلم) كما تمكنت من طرد ميليشيا الحوثيين من آخر مواقعهم في منطقة المحجزة التابعة لمديرية صرواح، باتجاه مديرية حريب القراميش المتاخمة لأطراف العاصمة. كما واصلت تقدمها في مديرية الغيل في محافظة الجوف واستمرت في تطهير مديرية خب والشعف، مؤكدة أنها باتت تفرض سيطرتها على أكثر من 80 في المئة من مناطق المحافظة منذ انهيار ميليشيا الحوثيين قبل ثلاثة أيام وخسارتهم عاصمتها مدينة الحزم، إلى جانب أهم المعسكرات الاستراتيجية فيها. في محافظة شبوة الجنوبية، أفادت المصادر بأن مواجهات عنيفة نشبت بين قوات الجيش الموالي للحكومة والمقاومة ومسلحي الحوثيين وصالح في مديريتي عسيلان وبيحان، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتمردين والقوات الموالية لهم، وسط تحرك القوات الحكومية لوضع حد نهائي للمعارك في المديريتين. وتمكنت «المقاومة» من صد هجمات للجماعة غرب مدينة تعز في حين أكدت مصادر طبية قتل ستة أشخاص وجرح تسعة في قصف ليلي للحوثيين على أحياء ثعبات والدحي وعصيفرة مع استمرار الحصار الخانق على المدينة ومنع دخول المساعدات الإنسانية. إلى ذلك ضرب طيران التحالف العربي مواقع للجماعة في مدينة المخا الساحلية (غرب تعز) وفي محافظة صعدة واستهدف تجمعاتها في أطراف صنعاءالشرقية والغربية والشمالية. وكشفت مصادر الحكومة أمس أنها عقدت اجتماعاً في الرياض برئاسة نائب الرئيس رئيس الحكومة خالد بحاح لتقويم نتائج محادثات سويسرا، وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) بأن بحاح أجرى اتصالاً برئيس الوفد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي الذي أطلع الجميع «على مجريات المشاورات وما قدمه الوفد الحكومي من مرونة وتنازلات وحلول للخلاص من الحرب وإيقاف القتل والدمار للوصول إلى سلام دائم والإفراج عن المختطفين وتسليم السلاح وغيرها من القضايا المهمة والواضحة التي نصت عليها القرارات الأممية وفي مقدمها قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني». من جهة أخرى، قال مصدر عسكري إن القيادي اليمني اللواء علي محسن الأحمر وصل أمس إلى الحدود من طريق منفذ الطوال، متوجهاً إلى حرض، لمتابعة جهود الجيش الوطني وقوات التحالف. وأضاف أن الحوثيين «نصبَّوا بعض سكان حجة على ممتلكات ضخمة يديرونها»، موضحاً أن هناك «اتفاقاً بين صالح والحوثيين على تشغيل عشرات المنشآت والممتلكات الكبيرة جداً في أكثر من محافظة في الحديدة، وصنعاء، وصعدة. وتم اختيار مديرين يثقون بهم لمتابعة تلك المنشآت وتوظيف مقربين منهم، حتى لا ينكشف أمرهم».