في محاضرة له، في منتدى «تيدكس» TEDX العلمي في باريس-2012، تناول الاختصاصي الفرنسي لورنت آلكسندر، وهو باحث في علوم الجينوم، إمكان إطالة عمر الإنسان عبر التطوّر الهائل في البيوتكنولوجيا وثورتها. بدأ آلكسندر محاضرته بعرض رسم لخط بياني يمثّل متوسط العمر المتوقع للبشر منذ 250 عاماً حتى اليوم. ولاحظ أن معدّل العمر الوسطي للإنسان إزداد 3 أضعاف منذ القرن الثامن عشر. إذ كان هذا المعدّل 25 عاماً في العام 1750 بينما يبلغ 80 عاماً حاضراً. وهذا يعني أن متوسّط معدل العمر يزداد بنسبة ثلاثة أشهر في العام حاضراً، بمعنى أنه كلما مرّ عام نقترب من النهاية المتوقّعة إحصائياً لأعمارنا 9 شهور! «استطالات» استند آلكسندر على هذا الخط البياني الصاعد منذ 1750، ليتحدّث عن 4 «استطالات» ممكنة لهذا الخط في المستقبل. بقول آخر، هناك 4 سيناريوات تتناول المعدل الوسطي لعمر الإنسان. يقدّم السيناريو الأول رأي متشائمين (وهم كثيرون) في طليعتهم الجيولوجيون والإيكولوجيون المدافعون عن البيئة. إذ يتوقّع هؤلاء تناقصاً في معدل العمر الوسطي للبشر، نتيجة التلوّث البيئي العام، والاحتباس الحراري، والتغيير المناخي العالمي، والأغذية المُعدّلَة وراثياً، وتناقص المياه الصالحة للشرب. يتوقّع السيناريو الثاني أن يصل الخط البياني إلى مستوى أفقي، بمعنى أن يستقرّ المعدل الوسطي للأعمار على رقم ما، نتيجة وصول البيوتكنولوجيا إلى أعلى سقوفها وتوقّفها عن الإبداعات الجديدة. وفي وقت غير بعيد، كتب المفكّر الأميركي فرانسيس فوكوياما، عن قرب نهاية العلم ووصول التكنولوجيا إلى خواتيمها. وفي السيناريو الثالث، يكمل الخط البياني للمعدل الوسطي للعمر مساره التصاعدي، إنما بوتيرة أقل تسارعاً، مع وصوله إلى 120 سنة أو 130 سنة حدّاً أقصى. في المقابل، يحاكي السيناريو الرابع ما يسمّيه آلكسندر «إنفجار البيوتكنولوجيا»، مع ظهور اختراعاتٍ وتطبيقاتٍ ذكيّة تعالج أعطال الأعضاء والأنسجة والخلايا الحيّة. وبالأرقام، يتمثّل هذا السيناريو بصعود سريع للخطّ البياني عن المعدل الوسطي لعمر الإنسان، بدءاً من القرن الحادي والعشرين، وصولاً إلى أرقامٍ خيالية قبل نهاية القرن ذاته. ولأن آلكسندر من المتشبّثين بهذه المقولات، فإنه ينبري الى تفنيد بصمات البيوتكنولوجيا الحديثة في الطب، مع وصف إنجازاتها ووعودها. * رئيس الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث