اغتيل رئيس «محكمة دار العدل» أسامة اليتيم في محافظة درعا جنوب سورية الثلثاء الماضي، بعبوة ناسفة على الطريق الحربي في ريف المحافظة. وتوفي القاضي اليتيم إثر تفجير سيارته بعبوة ناسفة زرعت على الطريق الحربي، إلى جانب اثنين من إخوته واثنين من مرافقيه. ويعتبر اليتيم أبرز رجالات الثورة في حوران، ويشهد له بالوقوف في وجه المتشددين، ومعاداته لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي اعتبره ناشطون المتهم الأول باغتياله. واليتيم من مواليد 1975 في مدينة جاسم في ريف درعا، تخرج من الثانوية الشرعية في درعا، ونال الماجستير في الشريعة من «الجامعة الإسلامية» في المدينةالمنورة في المملكة العربية السعودية. وعمل في الثورة مع «رابطة أهل حوران» فرع الأردن، ثم عاد إلى حوران وأسس «محكمة دار العدل» في المنطقة الجنوبية. وتتولى هذه المحكمة شؤون القضاء والقانون في المحافظة التي حررت فصائل الجيش الحر غالبية مناطقها منذ بداية الثورة السورية في آذار (مارس) 2011. وكانت محافظة درعا شهدت أخيراً اغتيالات كثيرة ومحاولات اغتيال، استهدفت قياديين في فصائل تابعة للجيش الحر وما تزال خيوطها غامضة، إذ لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه العمليات. ويذكر في هذا السياق أن قائد كتيبة «شهداء العمري» إبراهيم المسالمة، وقائد «لواء التوحيد» خالد أبازيد تعرضا لإطلاق نار في درعا البلد في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ما أدى إلى مقتل المسالمة وإصابة أبازيد بجروح بالغة، بحسب ما ذكر ناشطون من المحافظة. وبحسب الناشطين، فإن درعا شهدت في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حوالى 23 عملية ومحاولة اغتيال، فيما تم توثيق خمس عمليات أخرى خلال الشهر الجاري. وشكى الناشطون آنذاك من حال الصمت من قبل محكمة «دار العدل في حوران» عن هذه الجرائم، التي رأوا أنها تستهدف أشخاصاً قياديين فاعلين على الأرض وكان لهم باع طويل في مجابهة النظام والتنظيمات المتطرفة مثل «داعش» الذي حاول في أكثر من مناسبة دخول حوران لإيجاد موطئ قدم له في المحافظة لكن كتائب الجيش الحر عملت على منعه من دخول المحافظة بالوسائل كافة.