لندن، أنقرة، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - دخل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مخيم اليرموك، البوابة الجنوبيةلدمشق، في أقرب مسافة يصلها التنظيم من المعقل السياسي والأمني والحكومي للنظام السوري، في وقت شن مقاتلو «الجيش الحر» في ريف درعا هجوماً لإنهاء تواجد قوات النظام على الحدود الأردنية. وأعلن زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني نيته تطبيق الشريعة في إدلب من دون احتكار، ومن دون أن يشير إلى تأسيس «إمارة إسلامية» في ثانية المدن السورية التي تخرج عن سيطرة النظام بعد الرقة معقل «داعش». (للمزيد) وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بحصول «اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم ومقاتلي فصيل إسلامي في الشوارع الواقعة عند أطراف مخيم اليرموك»، لافتاً إلى قصف لقوات النظام مناطق في المخيم وحي الحجر الأسود المجاور. وأوضح نشطاء أن الاشتباكات مرتبطة بإقدام كتائب «أكناف بيت المقدس»، وهي فصيل فلسطيني قريب من حركة «حماس»، على «اعتقال عدد من عناصر التنظيم داخل المخيم بعد يومين على اغتيال يحيى حوراني على يد ملثمين في المخيم» الإثنين الماضي. وقالت «مجموعة العمل الفلسطيني» على صفحتها في «فايسبوك»، إن «كتائب أكناف بيت المقدس استعادت بعض المحاور التي سيطر «داعش» عليها أثناء اقتحامه المخيم» صباح أمس، في وقت أشار نشطاء إلى أن «جبهة النصرة» دعمت «داعش» في المعركة التي جرت في اليرموك الخاضع لحصار من قوات النظام من حوالى سنتين. وأوضح أحدهم أن «النصرة أغلقت دوار فلسطين لمنع وصول أي دعم من فصائل المعارضة والجيش الحر من بلدة يلدا إلى المخيم». وفي جنوبدمشق، اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل مقاتلة وقوات النظام في محيط معبر نصيب الحدودي مع الأردن في محافظة درعا عقب هجوم شنه «الجيش الحر» بعد أيام على سيطرتهم على مدينة بصرى الشام الاستراتيجية في ريف درعا. وأفاد ناشطون سوريون ال «الحياة»، بأن قوات من «لواء اليرموك» التابع ل «الجيش الحر» هو الذي يتصدر المواجهات مع قوات النظام قرب الحدود السورية- الأردنية. ونصيب هو المعبر الرسمي الوحيد المتبقي للنظام مع الأردن بعد سيطرة المعارضة على معبر الجمرك القديم في تشرين الأول (أكتوبر) 2013. وذكر «المرصد» أن «منطقة نصيب ومحيطها تعرضت أمس لقصف جوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ من الطيران الحربي والمروحي» التابع للنظام. وفي حال سيطرت المعارضة على نصيب، تنهي وجود قوات النظام بشكل كامل على الحدود الأردنية. من جهتها، أعلنت السلطات الأردنية أمس إغلاق هذا المعبر الحدودي مع سورية «موقتاً» إثر الاشتباكات. وعلى رغم الأجواء القلقة التي يعيشها المعبر، انتظر سائقو الشاحنات العالقة، وغالبيتهم من السوريين الفقراء، قراراً يسمح لهم نقل البضائع إلى الجانب الآخر. وأفادت أجهزة إعلام تركية أمس عن توقيف تسعة بريطانيين كانوا يعتزمون عبور الحدود إلى سورية. إلى ذلك، أعلن أبو محمد الجولاني زعيم «جبهة النصرة» جناح تنظيم «القاعدة» في تسجيل نشر على الإنترنت: «نبارك للأمة الإسلامية النصر الذي تحقق على يد أبنائها من المجاهدين في مدينة إدلب. ونحيي موقف أهلنا في مدينة إدلب ووقفتهم مع أبنائهم المجاهدين واستقبالهم الحافل لهم وسينعمون بعدل شريعة الله التي تحفظ دينهم ودماءهم وأعراضهم وأموالهم»، قائلاً إن السيطرة على إدلب أظهرت أن السعي للحصول على دعم من الغرب والقوى الإقليمية هو «سراب». وتابع: «إننا كجبهة النصرة نؤكد على عدم حرصنا على حكم المدينة أو الاستئثار بها دون غيرنا وإنما حرصنا على أن تكون المدينة بأيد أمينة يحققون فيها العدل ويسحقون فيها الظلم ويحكمون بشرع الله». وأفيد بأن السلطات التركية أوقفت تسعة بريطانيين كانوا يعتزمون عبور حدودها إلى سورية.