فازت المعارضة الفنزويلية وللمرة الاولى منذ 16 عاماً بالغالبية في الانتخابات البرلمانية، على رغم أن قانون الانتخابات وُضع من قبل الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز. ولكن أمام المعارضة الفنزويلية تحدياً لا يستهان به، إذ تعيش فنزويلا اليوم صعوبات اقتصادية قد تصل بها الى الافلاس، خصوصاً بعد انهيار أسعار النفط التي اضرت بفنزويلا وموازنتها. وذكر موقع صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية ان الرئيس الحالي نيكولاس مادورو لا يزال في السلطة، على رغم التصويت المناهض للحكومة القوية في انتخابات الكونغرس التي عقدت الشهر الماضي، إذ أنه لم يعد يمارس سيطرته الكاملة على الجمعية الوطنية الذي انتخب رئيساً لها في العام 2005. وتواجه فنزويلا وهي أكبر دولة مصدرة للنفط في أميركا الجنوبية، أسوأ معدلات في التضخم والجريمة في العالم، اذ حذر سياسيون من حدوث «انفجار اجتماعي». وفازت المعارضة ب 99 مقعداً من أصل 167 في مقابل 46 مقعداً للحزب الحاكم. ويعتبر فوز المعارضة «توبيخاً» للحركة اليسارية التي حافظت على السلطة من طريق الفوز في الانتخابات المتكررة، إذ الهمت هذه الطريقة أحزاب مماثلة وهيمنت على دول مثل بوليفيا والإكوادور والأرجنتين، وعانى الحزب اليساري الأرجنتيني هزيمة قاسية في الأسابيع الماضية، بعدما فاز الرئيس موريسيو ماكري بغالبية بلغت 52 في المئة من الأصوات. وأثارت نتائج الانتخابات تساؤلات عدة حول ما اذا كان الجانبان قادرين على تسير تقاسم السلطة وايجاد حل للأزمة الاقتصادية الحادة التي تعانيها البلاد، والتي سببها سوء الإدارة وانخفاض أسعار النفط. وتكافح المعارضة الفنزويلية والتي تعاطف معها الكثيرون في سنواتها الأولى لتأمينها المواد الغذائية والفرص التعليمية الموسعة والبرامج الاجتماعية للسكان الفقراء. وانخفض انتاج النفط بين العامين 1999 -2103 (وهي فترة حكم تشافيز) 25 في المئة، فيما انخفض حجم الصادرات في شكل ملحوظ أيضاً. وتواجه فنزويلا مشكلة جديدة، اذ تراجع النفط أخيراً الى 50 دولاراً للبرميل، وانهارت العملة الفنزويلية (بوليفار) من 79 بوليفار الى 687 بوليفار لكل دولار واحد في آب (اغسطس) الماضي، بانخفاض مقداره 89 في المئة. ومن المتوقع ان تساهم نتائج الانتخابات في التخفيف من حدة العلاقات العدائية بين الولاياتالمتحدةوفنزويلا، إذ تفككت هذه العلاقات بين الدولتين خلال عهد الرئيس السابق هوغو تشافيز عندما اتهم انذاك الحكومة الاميركية بدعم محاولة الانقلاب في العام 2002. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري، ان «الحوار بين جميع الأطراف في فنزويلا ضروري لمواجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه البلاد»، مضيفاً ان «الولاياتالمتحدة على استعداد تام لدعم مثل هذا الحوار».