حذرت موسكو الغرب من محاولات عزلها عبر فرض عقوبات «ستؤدي الى طريق مسدود»، لكنها اكدت انها «لن تتسرع بالرد»، رغم توقيع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسيل الفصول السياسية للشراكة التجارية مع أوكرانيا، وتوسيعهم لائحة العقوبات ضد المسؤولين الروس والأوكرانيين المرتبطين باستفتاء انفصال اقليم شبه جزيرة القرم جنوباوكرانيا (للمزيد). واللافت تشديد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال زيارته كييف، على ضرورة اتخاذ كل الأطراف في اوكرانيا إجراءات ضد العناصر «المتطرفة»، في وقت رفعت لجنة تحقيق روسية دعوى قضائية على زعيم حزب «براتستفو» القومي الأوكراني ديميتري كورتشينسكي بتهمة «الدعوة علناً الى شن حرب عدوانية وعمليات ارهابية ضد عسكريين روس في الشيشان». وقال رئيس اللجنة فلاديمير ماركين: «ليعلم كورتشينسكي وزعيم القطاع الأيمن المتطرف ديميتري ياروش وأمثالهما، ان جرائمهم المرتكبة على اراضي روسيا ودعواتهم الإرهابية لن تبقى بلا عقاب». وبدا الرئيس فلاديمير بوتين هادئاً خلال اجتماع حكومي أمس، شهد توقيعه قانون تأسيس اقليم فيديرالي جديد يجعل القرم المقاطعة 84 في روسيا، ويمنح مدينة سيفاستوبول حيث قاعدة اسطول البحر الأسود الروسي وضع «مدينة فيديرالية»، ما استكمل اجراءات ضم القرم الى روسيا. وتلقى بوتين تقارير عن العقوبات الغربية التي فرضت على بلاده، ومازح الوزراء الحاضرين مرات مظهراً عدم اكتراثه، وأعلن انه سيفتح حساباً في مصرف روسيا الذي شملته عقوبات أميركية، ناصحاً موظفي الكرملين بالاقتداء به. وكان مصرف روسيا اعلن ان شركتي «فيزا» و»ماستركارد» الأميركيتين لبطاقات الائتمان أوقفتا، بلا إنذار، خدمات دفع مشتريات العملاء. وغداة إعلان موسكو لائحة بأسماء مسؤولين اميركيين فرِضت عليهم عقوبات، قال بوتين ان بلاده ستمتنع «الآن» عن الرد على العقوبات الأميركية، ما يعكس نهجاً تصالحياً. وزاد: «يجب ان نستبعد التدابير الانتقامية. وهذا ينطبق أولاً على نظام التأشيرات مع أوكرانيا، لأننا إذا فعلنا ذلك سيعاني الأوكرانيون الأبرياء الذين يعيشون حياة متواضعة جداً». الى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الولاياتالمتحدة «لا تتبع المنطق عبر فرضها عقوبات، بل الرغبة في المعاقبة، وهذا طريق غير مجدِ، والأفضل البحث عن تسويات مقبولة لكل الأطراف». وعلّق على توقيع الشق السياسي من اتفاق الشراكة التجارية بين اوكرانيا والاتحاد الأوروبي قائلاً: «ليس ذلك اجراء تمليه مصالح اقتصاد اوكرانيا وشعبها، بل محاولة لتسجيل نقاط في اللعبة الجيوسياسية». في كييف، اعتقلت الشرطة افغين باكولين، رئيس شركة «نفتوغاز» الوطنية للطاقة المكلفة استيراد الغاز من روسيا، في اطار قضية فساد تشمل مسؤولين بارزين في عهد الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش. وقال وزير الداخلية آرسين افاكوف: «الضرر الذي لحق بالدولة يناهز 4 بلايين دولار، وهو اقل بكثير من اجمالي العمليات المشكوك فيها... اخشى ان يكشف التحقيق الحالي خسائر ضخمة جداً، وتورط شخصيات معروفة بينها سياسيون في دوائر السلطة السابقة والحالية». وأفادت محطة «هرومادسكيه» التلفزيونية بأن «عمليات تفتيش طاولت منزل وزير الطاقة السابق ادوارد ستافيتسكي» الذي كان على رأس شركة «نفتوغاز» في عهد يانوكوفيتش. وكان رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفديف قال إن «مجموع الديون الروسية لأوكرانيا ناهز 16 بليون دولار، بينها 11 بليوناً تمثل منافع مالية من خفض اسعار الغاز، حصلت عليها اوكرانيا في مقابل تمديد اتفاق تمركز الأسطول الروسي في القرم الذي وقع عام 2010.