عكست تظاهرة في كييف أيّدت وحدة أوكرانيا متحدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استياءً من الحكومة الانتقالية، فيما تتابع القوات الموالية لموسكو قضم منطقة القرم والاستيلاء على قواعد عسكرية أوكرانية، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أعلام بلادها «مرفوعة على 189 منشأة عسكرية أوكرانية» في شبه الجزيرة. وفي ساحة الاستقلال في كييف التي أسقطت الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، تجمّع حوالى 5 آلاف شخص، رفعوا لافتات كُتب عليها «الحلف الأطلسي» و»بوتين ارحل!». لكن المتظاهرين أبدوا خشيتهم من تكرار روسيا عملية القرم، في شرق أوكرانيا، إذ قالت متظاهرة: «يجب أن تستمر التظاهرات في الميدان. يجب إخضاع هذه الحكومة لرقابة تفوق الرقابة التي كانت مفروضة على يانوكوفيتش». وأضافت أن الرئيس الأوكراني الانتقالي أولكسندر «تورتشينوف و(رئيس الوزراء أرسيني) ياتسينيوك وصلا إلى الحكم بفضل الناس الذين قدّموا حياتهم وصحتهم، وهما لم يفعلا شيئاً حتى الآن سوى التخلي عن القرم وبحارتنا». ولفت وزير الدفاع الأوكراني إيغور تنيوك إلى أن «جميع قادة» السفن الحربية الأوكرانية التي هاجمت عدداً منها القوات الروسية، «كانت لديهم أوامر باستخدام الأسلحة»، لكنهم لم يفعلوا. وطالب تورتشينوف موسكو بالإفراج «فوراً» عن العقيد يوري مامتشور، قائد قاعدة «بيلبيك» الجوية في القرم التي سيطرت عليها قوات نخبة روسية ومسلحون موالون لموسكو. في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية أرسين أفاكوف أن الشرطة الأوكرانية ضبطت 42 كيلوغراماً من الذهب و4.8 مليون دولار، خلال تفتيش منزل وزير الطاقة السابق إدوارد ستافيتسكي الذي تعتبره وسائل إعلام أوكرانية من الدائرة المقرّبة ليانوكوفيتش. وفي موقف لافت، انتقد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وهو حليف موسكو، ضمّها القرم، معتبراً أن الأمر يشكّل «سابقة سيئة»، لكنه نبّه إلى أن المنطقة باتت «بحكم الواقع» الآن جزءاً من روسيا. وأضاف أن أوكرانيا يجب أن تبقى «دولة موحدة متكاملة ليست قابلة للتقسيم أو التفتّت». وحضّ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الغرب على درس فرض قيود دائمة على مبيعات السلاح، في إطار علاقة جديدة مع روسيا بعد ضمها «المشين» للقرم. وكتب في صحيفة «ديلي تلغراف» أن الأمر «سيتضمن أن تكون روسيا خارج منظمات دولية وأن تواجه قيوداً دائمة على التعاون العسكري ومبيعات السلاح وأن يقلّ نفوذها على بقية أوروبا». أما نظيرته الإيطالية فيديريكا موغيريني فدعت موسكو إلى استعادة دورها «شريكاً دولياً»، مضيفة أن بلادها «تدفع بقوة في اتجاه ألا تعزل روسيا نفسها عن المجتمع الدولي وأن تستعيد سبيل الحوار والتعاون». وفي مؤشر محتمل إلى أن تداعيات أزمة القرم وصلت إلى تبيليسي، أعلنت النيابة العامة في جورجيا أنها استدعت الرئيس السابق ميخائيل ساكاشفيلي، ليدلي بشهادته في «إطار تحقيقات إجرامية»، بينها العثور على رئيس الوزراء السابق زوراب جفانيا ميتاً في منزله، نتيجة اختناقه بأول أوكسيد الكربون عام 2005، واختلاس أموال عامة من أجهزة أمنية ومصادرة أملاك في شكل غير قانوني. وندّد أنصار ساكاشفيلي باستدعائه، معتبرين أن الهدف إسكاته بعد مساندته الأوكرانيين المناهضين لموسكو.