نشرت وسائل إعلام أجنبية كتيباً قالت انه يحوي إرشادات يتبعها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لحماية نفسه من التجسس الإلكتروني، ليتبيّن فيما بعد انه الكتيب ذاته الذي نشرته شركة كويتية في العام 2014 بعنوان «عدة الأمن الإلكتروني للنشطاء والإعلاميين والعاملين بمنظمات حقوق الإنسان في قطاع غزة». وكانت شركة «سايبر كوف» الكويتية نشرت الكتيب لمساعدة الإعلاميين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان في فلسطين خلال حرب عنيفة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في تموز (يوليو) 2014 على قطاع غزة، وذلك بهدف مساعدتهم في نقل وقائع الحرب على الإنترنت، وحمايتهم من القرصنة الإسرائيلية. لكن وسائل إعلام أجنبية عدة منها، «تلغراف» و«ياهو الإخبارية»، نشرت الكتيب قبل أيام، بوصفه دليل المنتميين إلى «داعش» من أجل حماية حساباتهم الإلكترونية من القرصنة، معتبرة أنه أحد أسباب فشل الاستخبارات الأوروبية والفرنسية في كشف اعتداءات باريس التي وقعت الشهرالماضي. وقال المدير التنفيذي في شركة «سيبركوف» عبد الله العلي، إن شركته الكويتية «نشرت هذا الكتيب قبل أكثر من عام، ولا علم لنا باستغلال داعش له». وأشار إلى ان العاملين في الشركة دُهشوا عندما رأوا الكتيب الذي أعدوه باللغة العربية، مترجماً الى الانكليزية ومنسوباً إلى «داعش» في الصحف الأجنبية. وأشار مراقبون الى ان عناصر من تنظيم «داعش» تداولوا خلال الفترة الأخيرة رابطاً لصفحة الكترونية على موقع «جست باستلت بايج»، تتضمن الكتيب بالكامل، الأمر الذي دفع الصحف الأجنبية إلى الاعتقاد انه دليل «داعش» الالكتروني. ومن النصائح الواردة في الكتيب، إغلاق نظام تحديد المواقع (جي بي أس)، وتجنب استخدام موقعي «انستغرام» و«فايسبوك» بسبب ضعفهما في حماية خصوصية المستخدمين. ومنذ أن أعلن «داعش» مسؤوليته عن اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً و إصابة أكثر من 350 جريحاً، يحاول مسؤولون غربيون اكتشاف أسباب فشل الاستخبارات الغربية في كشف الهجوم قبل وقوعه، وأرجع بعضهم الفشل إلى شبكات الاتصالات المشفرة التى يستخدمها التنظيم للتخطيط والهجوم. وكشفت التحقيقات أن التنظيم استخدم برامج مشفرة للتواصل فيما بينه قبل تنفيذ الاعتداءات، ما ساعد على ضمان سرية العملية. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن واحداً على الأقل من منفذي اعتداءات باريس استخدم موقع «فايسبوك» للتواصل مع التنظيم في سورية.