قالت مصادر ديبلوماسية غربية إن الإدارة الأميركية نفضت يديها كلياً من العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، وإن وزير الخارجية جون كيري لم يتمكن في زيارته الأخيرة من إقناع نتانياهو حتى القيام بتسهيلات حياتية للفلسطينيين. وكشفت المصادر ل «الحياة» ان كيري اقترح على الرئيس محمود عباس في لقائهما الأخير في رام الله، العمل على وقف الهجمات الفلسطينية في مقابل قيام اسرائيل بانسحاب من 35 ألف دونم من المنطقة «ج» الخاضعة للاحتلال في الضفة الغربية، وان الرئيس عباس أبلغه ان الهجمات ذات طابع فردي، وانها تقع في المناطق الواقعة تحت السيطرة الأمنية الاسرائيلية. وقالت إن الجانب الفلسطيني طلب من كيري، في هذا اللقاء، انسحاباً اسرائيلياً من المنطقة «ج» الفاصلة بين المنطقتين «أ» و»ب» بهدف خلق ترابط بين الاراضي الواقعة تحت ادارة السلطة الفلسطينية الأمنية والمدنية، وإطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى المعتقلين منذ ما قبل التوقيع على اتفاق اوسلو، وعددهم حوالى 40 اسيراً. وأضافت ان كيري حمل الطلب الفلسطيني الى نتانياهو، لكنه فشل في إقناعه بقبوله. وصرح نتانياهو عقب لقائه كيري انه لن يقدم أي شيء للفلسطينيين قبل الوقف التام لما سمّاه «العنف». وأوضحت المصادر الغربية ان كيري عاد الى واشنطن خائباً، وأن الإدارة الأميركية قررت عدم القيام بأي خطوة تجاه العملية السياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. كما قال ديبلوماسي غربي رفيع المستوى: «الرئيس باراك اوباما بدأ فترته الرئاسية الأولى وهو حازم أمره على القيام بخطوات مادية للتوصل الى حل سياسي نهائي للقضية الفلسطينية، لكنه ادرك رويداً رويداً ان ادارته غير قادرة على القيام بأي ضغط على الحكومة الإسرائيلية المدعومة من أوساط واسعة نافذة في الكونغرس الأميركي». وأضاف: «حاول اوباما ووزير خارجيته الابقاء على تدخل شكلي في العملية السياسية، لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي أوصلهما الى نقطة صفرية لم يعودا بعدها قادرين على القيام بأي تدخل». ومضى يقول: «وعد نتانياهو الرئيس اوباما في اللقاء الأخير الذي عقداه في واشنطن قبل شهر القيام بتسهيلات حياتية للفلسطينيين بهدف خفض مستوى المواجهات الحالية، منها توسيع منطقة سيطرة السلطة الفلسطينية، والسماح للبناء في أجزاء من المنطقة «ج» الواقعة تحت الادارة الاسرائيلية، والتي تساوي 60 في المئة من مساحة الضفة، وتسهيل الحركة اليومية للافراد والسلع، وتسهيل الحركة بين الضفة وقطاع غزة وغيره». وأضاف الديبلوماسي ان نتانياهو قدم هذه الوعود، في ما يبدو، بهدف تهدئة العلاقة مع أوباما وحمله على قبول طلبات اسرائيلية امنية وعسكرية، وعندما حان وقت الاستحقاق تراجع عنها جميعاً بحجة انه لا يستطيع القيام بأي تنازلات تحت العنف. وقال إن فشل الإدارة الأميركية في إقناع حكومة إسرائيل القيام بخطوات حياتية يغلق دائرة التدخل الأميركي في العملية السياسية بصورة كاملة، من دون أن يفتح الطريق أمام أطراف أخرى للقيام بهذه المهمة، ويترك المهمة لمفاعيل سياسية أخرى محتملة.