حضّ 70 عالماً من حملة جائزة «نوبل» في رسالة سلّموها إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، «كل بلدان العالم إلى اتخاذ خطوات حاسمة» لمواجهة الاحتباس الحراري، وذلك على هامش القمة الدولية حول المناخ في باريس، والتي عُرضت فيها، دراسة نشرتها مجلة «نيتشر كلايمت تشينج»، توقعت «تراجعاً طفيفاً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة من حرق الوقود الأحفوري، نسبته 0.6 في المئة هذه السنة». ونال هؤلاء العلماء الذين زاروا هولاند، جوائزهم في مجالات الطب والكيمياء والفيزياء، وانضموا إلى نظرائهم الذين أعدّوا إعلاناً في تموز (يوليو) الماضي في جزيرة مايناو وسط بحيرة كونستانس (جنوبألمانيا). وورد في الإعلان أن التغير المناخي «يفرض على العالم تهديداً يوازي» ذاك الناجم عن السلاح النووي. وكتب الموقعون على هذه الرسالة أن «التقاعس سيضع الأجيال المقبلة في خطر غير مقبول». وقال العالم الفرنسي سيرج آروش الحائز «نوبل» الفيزياء عام 2012 من قصر الإليزيه، «حرصنا على التشديد أمام رئيس الجمهورية على ضرورة اتخاذ تدابير اليوم، وعدم التقاعس عن ذلك وتأجيل القرارات المهمة». وكشفت أوساط هولاند أن الرئيس شدد خلال اللقاء على ضرورة استثمار الدول في العلوم خصوصاً في البحوث، لضمان استدامة الاتفاق المزمع التوصل إليه في نهاية القمة الأممية التي تعقد في باريس. ورجّحت الدراسة «انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للمرة الأولى خلال فترة نمو اقتصادي عالمي»، إذ كشف معدو الدراسة أن الاقتصاد العالمي «سجل في الفترة ذاتها نمواً نسبته 3.4 في المئة عام 2014، مع توقع «نمو نسبته 3.1 في المئة هذه السنة». وبخلاف الفترات الماضية، قالوا «في وقت كان يسجل ارتفاع معدوم أو طفيف في الانبعاثات، ازداد الناتج المحلي في شكل ملحوظ خلال العامين الماضيين». وتراجعت الانبعاثات في الماضي، لكن ذلك كان يحصل خلال فترات الأزمة الاقتصادية وتحديداً عام 2009 بعد أزمة المال العالمية. وعزت الدراسة أسباب التراجع المتوقع هذه السنة وبنسبة كبيرة «إلى تقلص استخدام الكربون في الصين». وأوضح الباحثون أن التقديرات المتعلقة بانبعاث العام الحالي «تعكس غموضاً إحصائياً يتراوح بين تراجع نسبته 1.6 في المئة، وارتفاع نسبته 0.5 في المئة». ويُعتبر الفصل بين النمو الاقتصادي والانبعاثات الصادرة عن الطاقة الأحفورية «هدفاً رئيساً في الجهود الرامية إلى الحد من الاحتباس الحراري، عبر الانتقال إلى مصادر طاقة بانبعاثات ضعيفة أو معدومة لثاني أكسيد الكربون، مثل طاقة الرياح والشمس والماء والطاقة النووية. وأجرى هذه الدراسة 70 باحثاً بإدارة كورين لوكير من جامعة «إيست أنغليا» البريطانية، تضمنت تحذيراً من أن هذه السنة «لن تكون عام الذروة، الذي يشكل شرارة لتراجع طويل الأمد». ولفتت لوكير إلى أن «الحاجات إلى الطاقة في الاقتصادات النامية تعتمد أساساً على الفحم، كما لا يزال انخفاض الانبعاثات في بلدان صناعية كثيرة ضعيفاً». وأكد معدو الدراسة أن «الأمر يتطلب سنوات قبل تراجع الانبعاثات العالمية في شكل كبير»، لأن ثاني أكسيد الكربون وأنواعاً أخرى من الغازات المسببة لمفعول الدفيئة تبقى في الغلاف الجوي على مدى عقود. ويسعى مؤتمر باريس الدولي للمناخ إلى حصر الاحتباس الحراري العالمي بدرجتين مئويتين، مقارنة بمعدل الحرارة قبل الفترة الصناعية. وستضطلع الهند حيث يعيش 300 مليون شخص من دون كهرباء، بدور أساس في العقود المقبلة. وشدد الباحثون على ضرورة «تلبية جزء من الحاجات الجديدة إلى الطاقة في الهند بواسطة التكنولوجيات ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة، كي تصل الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون إلى أدنى مستوياتها بسرعة». وأعلنت لوكير ضرورة «خفض الانبعاثات العالمية إلى مستوى شبه معدوم لحصر الاحتباس بدرجتين مئويتين». لكن العالم لا يزال يصدر سنوياً كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون، إذ تنتج مصادر الطاقة الأحفورية والمنشآت الصناعية لوحدها 36 بليون طن، وفقاً للوكير.