عدلت الادارة الأميركية أمس اجراءات مكافحة الارهاب وأمن المطارات، بتخليها عن لائحة الدول ال 14 (ثماني منها عربية) التي تقرر أخيراً اخضاع مواطنيها المسافرين على رحلات متوجهة الى الولاياتالمتحدة لرقابة زائدة واعتمدت تدابير أكثر شمولية ودقة تعتمد خلفيات الأشخاص وليس جنسياتهم أو منطلق رحلاتهم. وأكد السفير اللبناني في واشنطن أنطوان شديد ل «الحياة» أن مسؤولين من وزارة الأمن القومي والبيت الأبيض والخارجية عقدوا اجتماعات متتالية في الأسابيع الثلاثة الماضية لتأكيد هذا التوجه، وابلاغ الدول المعنية وبينها لبنان والسعودية وسورية واليمن بالتخلي عن الآلية السابقة. وأعلنت وزيرة الأمن القومي الأميركي جانيت نابوليتانو أمس أن ادارة أمن التنقل ستعتمد أسلوباً جديداً في مكافحة الارهاب لا يستند الى جنسية المسافرين بل على «المعلومات الاستخباراتية التي تستقيها السلطات الأميركية عن الركاب المتوجهين الى الولاياتالمتحدة». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي، أن الإجراءات الجديدة تضع المسؤولية الأمنية على عاتق الأجهزة الاستخباراتية الأميركية، «فالمسافرون لن يتعرضوا إلى التفتيش الإضافي، بحسب جنسياتهم أو جوازاتهم، بل بناءً على المعلومات الاستخباراتية»، في إجراء يتوقع أن يخفض بشكل كبير عدد المسافرين المطلوبين للتفتيش الإضافي. ويبدو أن الأجهزة الأمنية الأميركية استوعبت خطر التركيز على جنسيات دول معينة من دون أخرى، ما كان يعني احتمال وقوع عمليات إرهابية ينفذها أفراد من جنسيات غير مُضافة إلى القائمة، وبحسب المسؤول الأميركي، أنه «لو كنت إرهابياً، فآخر شيء سأفكر في القيام به هو إرسال شخص يحمل جواز سفر إحدى هذه الدول». وأكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن الاجراءات الجديدة «تتخطى تلك التي اعتمدت بعد محاولة التفجير (التي استهدفت طائرة اميركية فوق ديترويت) في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي» وستطبق «على جميع المسافرين الى الولاياتالمتحدة»، وليس الدول المعلن عنها في 3 كانون الثاني (يناير) الفائت والتي شملت يومها: أفغانستان، ايران، لبنان، اليمن، ليبيريا، العراق، سورية، باكستان، نيجيريا، باكستان، الصومال، الجزائر، السعودية وكوبا. وأكد السفير شديد ان موفدا من وزارة الأمن القومي بدأ اجتماعات بهذا الصدد مع الأطراف المعنيين منذ ثلاثة أسابيع ونقل تصميم الادارة على مراجعة الاجراءات السابقة والتي أثارت حفيظة الكثير من الدول المدرجة على اللائحة، وكانت عرضة لانتقادات من مجموعات حقوقية لاعتمادها التمييز في التعامل مع المسافرين. واوضح شديد أن الادارة الأميركية أبدت «تفهما كبيرا» لمواقف الدول المعنية، ما أدى الى اعلان نابوليتانو أمس التراجع عن اللائحة والاستعاضة عنها بآلية أكثر تطورا في التعامل مع التحدي الارهابي. وابلغت وزارة الأمن القومي جميع هذه الدول بالسياسة الجديدة، كما أرسلت تعليمات الى لجان الكونغرس حول التعديل. ولن يطال التعديل 24 ألف شخص «ممنوعين من السفر» الى الولاياتالمتحدة أو لوائح أخرى لاخضاع الآلاف لتفتيش دقيق في المطارات الأميركية. إلى ذلك، كشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس عن اتخاذ إجراءات أمنية جديدة في مقر الوزارة تلحظ تعزيز تفتيش الزوار والموظفين، وتحسين الإضاءة حول المدخل الرئيسي، وتوسيع الطوق الأمني حول المقر.