حتى أشهر قليلة كان اقتراب المهندس عبدالرحمن الفضلي من أسوار مصنع نادك للألبان بمثابة «خط أحمر»، فهو من موقعه «الرئيس التنفيذي لشركة المراعي» يعد أحدالمنافسين البارزين ل«نادك»، إلا أن سجاداً أحمر فُرش مساء أول من أمس في مصنع الأخيرة لتطأه أقدام الفضلي، لتفتح أمامه كل أسرار «نادك»، فمهندس الكيمياء لم يعد «منافساً»، بل وزيراً للزراعة. «عندما كنا نسألك عن هذه المعلومات كنت لا تزودنا بها»، بهذه العبارة داعب الفضلي العضو المنتدب لشركة نادك للألبان المهندس عبدالعزيز البابطين. وعبر الوزير عن فخره الشديد بما وصلت إليه صناعة الألبان السعودية في الوقت الراهن، قائلاً: «لا ينكر ما وصلت إليه هذه الصناعة إلا جاحد». وكان المهندس عبدالرحمن عبدالمحسن الفضلي الحاصل على شهادة الهندسة الكيمائية من جامعة الملك سعود عام 1982، شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة المراعي المنافس الرئيس لشركة نادك منذ عام 2000، حتى تعيينه وزيراً للزراعة في كانون الثاني (يناير) 2015. ولم يفوت وزير الزراعة التأكيد على أن أبرز أولوياته حالياً هو «دعم القطاع الزراعي في المملكة باستثمارات نوعية وموجهة، بحيث يتم إشراك القطاع الخاص بشكل كبير في المشاريع الزراعية المقبلة». وقال: «إن وزارة الزراعة تعمل على إعداد 90 فرصة استثمارية، سيتم عرضها على المستثمرين في القطاع السمكي خلال الأيام القليلة المقبلة». وتشهد تجارة الألبان بين الأسواق الخليجية نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة. ووفق تقارير متخصصة؛ فإن إجمالي كميات الحليب ومشتقاته المستهلكة في السوق الخليجية تقدر بنحو بليوني لتر سنوياً، الطازج من تلك الكمية يبلغ 1.24 بليون لتر حليب ولبن، تمثل 64 في المئة من إجمالي استهلاك الحليب. أما الحليب طويل الأجل والبودرة فيمثل نسبة 36 في المئة. وتقدر حصة السوق السعودية من الحليب ومشتقاته 60 في المئة من إجمالي السوق الخليجية، إذ تصدر شركات الألبان في السعودية ما يراوح بين 20 إلى 30 في المئة من الحليب واللبن الطازج وطويل الأجل إلى الأسواق الخليجية، بعوائد سنوية تتجاوز بليوني ريال.