حقق قطاع إنتاج وتصنيع الألبان الريادة فأصبح الإنتاج المحلي يضاهي الإنتاج العالمي بل ويتفوق عليه من حيث الجودة والكفاءة، ولارتباطه المباشر بحياة المستهلك كمنتجات أساسية وضرورية لصحة وسلامة ونمو أفراد المجتمع وكأحد مصادر الأمن الغذائي فقد حظي باهتمام بالغ من قبل منسوبي القطاع، ورغم ذلك فمشاريع وشركات إنتاج وتصنيع الألبان تسعى من أجل تحقيق أعلى درجات الرضا ولكافة شرائح المستهلكين وتتحمل الكثير من أجل المحافظة على مكانتها وقدرتها على الايفاء بالاحتياجات المحلية ضمن وضعية مريحة ومربحة تضمن لها الاستمرارية بتوفيق الله، شأنها في ذلك شأن أي مؤسسة إنتاجية. ولأن محافظة الخرج هي بحق عاصمة الألبان في المملكة فإن الغرفة التجارية الصناعية بالخرج وبحكم طبيعة عملها نحو دعم ورعاية قطاع المال والأعمال بما يحقق الأهداف التنموية ووفق المهام المناطة بها، وفي ظل توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود محافظ الخرج فقد حرصت على المبادرة في تنظيم المهرجان الأول للألبان تحت شعار "الخرج عاصمة الألبان" وبرعاية من قبل اللجنة الوطنية لمنتجي الألبان الطازجة، والمهرجان يهدف بشكل عام إلى ترسيخ مفاهيم أساسية نحو إنتاج وصناعة واستهلاك الألبان ومنتجاتها من خلال التعريف بمشاريع وشركات إنتاج الألبان ومنتجاتها وتسويقها والخدمات المرتبطة بها واستعراض آخر التطورات والتقنيات في مجال إنتاج وتسويق الألبان والقاء الضوء على أهمية الألبان ومنتجاتها من الناحية الصحية وطرح الفرص الاستثمارية والتجارية المرتبطة بإنتاج وتسويق الألبان ومنتجاتها المتاحة بمحافظة الخرج وفتح قنوات التسويق وزيادة فرص المبيعات وتنويع أساليبها وتثقيف وتوعية المستهلكين بأهمية الاعتماد على منتجات الألبان بديلاً فاعلاً للمشروبات والأغذية منخفضة القيمة الغذائية والتأكيد على إبراز الدور الاجتماعي لغرفة الخرج من خلال جمع كل من المنتجين والمستهلكين ومشاركة الغرفة بنشر الثقافة الصحية بين أفراد المجتمع السعودي بشكل عام وأبناء محافظة الخرج والمناطق المجاورة بشكل خاص. إن شركات إنتاج الألبان الطازجة وصلت إلى مرحلة متقدمة من الخبرة والتقنية العالية في إدارة وتشغيل نشاطها بشكل احترافي تخطت العديد من العوائق والعقبات وأكبر دليل على ذلك قدرتها بعد توفيق الله على تكييف الأبقار في البيئة الصحراوية المحلية لتحقق بذلك أعلى إنتاجية للبقرة، حيث وصل متوسط إنتاج البقرة الحلوب إلى أكثر من 12ألف لتر سنوياً متجاوزاً المتوسط العالمي الذي يتراوح ما بين تسعة إلى عشرة آلاف لتر، وهو أيضاً أعلى من معدل الإنتاج في موطن الأبقار الأساسي في أوروبا. ولعل تحديات العولمة وانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية يفرض على شركات الألبان بذل المزيد من التنسيق سواء بالاندماجات أو تعزيز التكتل لمواجهة أي قضايا عالمية متوقعة من تبعيات العولمة، فهي تحتاج إلى توحيد هذه الشركات، وبحث سبل تطوير صناعة الألبان. وفي إطار بحث تأثير التضخم وارتفاع الأسعار العالمية على منتجات الألبان النهائية نجد أن مستوى أسعار منتجات شركات الألبان في السعودية ما زالت الأقل مقارنة بالأسواق الخليجية المجاورة أو الأسعار العالمية، بالرغم من ارتفاع أسعار عناصر مدخلات الإنتاج وارتباطها بعوامل خارجية وداخلية تؤثر في الأسعار الحالية شأنها في ذلك شأن بقية المنتجات الاستهلاكية والغذائية، وإذا ما قورنت الأسعار بأسعار استيراد الحليب المجفف فما زال الإنتاج المحلي من الحليب الطازج ومنتجات الألبان الأخرى الأقل سعراً والأفضل غذائياً، والحقيقة أنه لو لا توفر الألبان المحلية الطازجة بالأسواق وسهولة حصول المستهلك عليها لأدى ذلك إلى ارتفاع كبير في أسعار الألبان المستوردة من الحليب المجفف. وبين أن الكثير من الأسر متوسطة الدخل تعاني ارتفاع الأسعار، ما يدفع بالبعض إلى ترك هذه المنتجات والبحث عن بدائل أخرى لها، نظراً لعدم تحملهم استمرار ارتفاع هذه الأسعار من وقت إلى آخر. يذكر أن أسعار البودرة الداخلة في صناعة الألبان ومشتقاتها شهدت ارتفاعاً ملحوظاً بعد أن كان سعر الطن منها نحو 2300دولار ليرتفع إلى 4700دولار في الأسواق العالمية، في حين تعد منطقة الرياض من أكثر المناطق السعودية إنتاجاً للحليب الخام، الذي ينتج في مشاريع الألبان المتخصصة التي وصل عددها إلى 21مشروعاً خلال العام قبل الماضي، وتنتج 615783254لتراً من الحليب الجاهز للتصنيع، وتسقطب منطقة الرياض أكبر مصانع الحليب ومشتقاتها على مستوى المملكة. لماذا الخرج عاصمة الألبان: قبل حوالي 60عاماً وبقرار استراتيجي أمر جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بإنشاء أول مشروع زراعي في المملكة لإنتاج الألبان في مدينة الخرج والذي لا زال ينتج حتى الآن. ومنذ ذلك التاريخ حتى يومنا الحاضر بقيت الخرج حاضنة لمزارع الأبقار ومشاريع الألبان في المملكة حتى إنها الآن تتمتع بموقع ريادي في هذه الصناعة حيث يوجد بها حوالي 85% من صناعة الألبان في المملكة لتورق هذه البذرة التي ألقاها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لتصبح شجرة غذائية صناعية وارفة الظلال مستفيدة بذلك من خيار جلالته لمدينة الخرج كمنطقة زراعية متميزة وأيضاً بحكم قربها من أكبر سوق في منطقة الخليج مدينة الرياض. مستقبل صناعة الألبان: تحرص العديد من شركات إنتاج وتصنيع الألبان على التوسع في الإنتاج والتصنيع انعكاسات لتوسع السوق بزيادة الطلب وارتفاع عدد السكان. كما حرصت معظم هذه الشركات على العمل بكل كفاءة مالية وإدارية وضخ رؤس الأموال بالاستثمارات الإضافية وبذل الجهود المستمرة في تطوير آلياتها الإنتاجية والإدارية والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا النشاط والاهتمام بالجوانب التسويقة والإعلانية وتسجيل قصب السبق والريادة مما ساعد على فرض تصنيفات متنوعة ما بين شركات كبيرة ومتوسطة وصغيرة نسبياً. وقطاع الألبان يحتوي على سلع غذائية هامة واستراتيجية للأمن الغذائي الوطني أساسها إنتاج الحليب خلق صناعة تنافسية تسهم بشكل كبير حتى انتقل من صناعة وليدة إلى صناعة رائدة مما يحتم اتخاذ مزيد من الإجراءات لحمايته والحفاظ على الاستثمارات الكبيرة التي صرفت عليه. نحو العالمية: لقد سعت الغرفة التجارية الصناعية بالخرج منذ إنشائها على ادراج مجموعة من الأنشطة والبرامج التي تهدف في مجملها على دعم قطاع المال والأعمال بالمحافظة، ومن ذلك ريادة المنطقة ومكانتها على المستوى الزراعي، وكان من أبرز تلك البرامج إبراز دور المحافظة في قدرتها على توفير الألبان الطازجة ومشتقاتها بالمملكة وتمخضت فكرة إقامة مهرجان للألبان بالمحافظة ولأول مرة في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، يقام هذا المهرجان تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ الخرج وبحضور معالي وزير الزراعة وعدد من كبار الشخصيات من مسؤولين ورجال الأعمال وكافة مسؤولي شركات إنتاج وتصنيع الألبان بالمملكة، والغرفة تسعى لإقامة المهرجان هذا العام على النطاق المحلي ليكون مقتصراً على الشركات المحلية والمشاركين المحليين، وتخطط في أن تقيم هذا المهرجان مستقبلاً كل عام على أن يكون ابتداء من العام القادم إن شاء الله مهرجاناً إقليمياً وكخطوة أولى نحو العالمية، وسوف تتاح الفرصة فيه لمشاركة جميع الشركات والمصانع العاملة في مجال إنتاج وتصنيع الألبان ومشتقاتها المحلية منها والعالمية، وشركات الخدمات المساندة ومنتجي تقنيات إنتاج وتعبئة الألبان في العالم والمتخصصين من ذوي العلاقة بمجال الصحة والتغذية. يضم المهرجان مجموعة من الفعاليات عبارة عن محاضرات وحلقات نقاش يشارك فيها نخبة من المتخصصين في الصحة والتغذية والتعليم والإنتاج والتصنيع، ويتاح خلالها تلقي الأسئلة والاستفسارات من الجمهور رجالاً ونساء صغاراً وكباراً، وعرض أفلام تسجيلية عن إنتاج وتصنيع وتسويق الألبان، وسوف تطرح مجموعة من الأنشطة والفقرات الموجهة للجمهور انطلاقاً من مبدأ التعلم بالترفيه، وذلك باجراء مسابقات ذات طابع تثقيفي تتاح لجميع الزوار من نساء ورجال وأطفال لجميع الأعمار، فضلاً عن توزيع مجموعة من الجوائز القيمة على المشاركين. من الجهات المشاركة مستشفى الملك فيصل التخصصي والمستشفى العسكري وجامعة الملك فيصل بالأحساء مشروع الخرج الزراعي ومديرية الزراعة والبنك الزراعي وبلدية محافظة الخرج وإدارة التربية والتعليم وشركة ألبان المزرعة والغرفة التجارية الصناعية بالخرج. كما يضم المهرجان معرضاً متخصصاً 0تعرض فيه شركات إنتاج وتصنيع الألبان منتجاتها أمثال شركة المراعي وشركة الصافي دانون والشركة الوطنية للتنمية الزراعية (نادك) وشركة العزيزية للمنتجات الزراعية المحدودة وشركة نجدية للتسويق وشركة المزرعة للتسويق، إضافة إلى مشاركة مشروع الخرج الزراعي ومديرية الزراعة والبنك الزراعي وبلدية الخرج وغرفة الخرج بأجنحة المعرض لعرض خدماتها للزوار، والمعرض يفتح أبوابه صباحاً لزيارات طلاب المدارس ومساء لعامة الجمهور حيث خصصت الفترة ما بين صلاة المغرب والعشاء للعوائل.