يعاني سكان الرمادي التي يسيطر عليها «داعش» مخاطر تهدد حياتهم، خصوصاً بعد اقتراب المعارك التي يخوضها الجيش ضد التنظيم إلى المناطق المأهولة، وليس لديهم سوى خيارين، البقاء في المدينة والعيش مع تنظيم يهدد حياتهم في كل لحظة أو الخروج من المدينة والعيش في المخيمات. وتشهد الرمادي، منذ شهرين، عمليات يقودها الجيش لتحريرها من «داعش»، وقد تمكن من محاصرة منافذ المدينة ووصل قبل أسبوعين إلى بعص الأحياء في وسطها، ولكنه يتقدم ببطء بسبب المكامن ووجود السكان المحاصرين داخل منازلهم، ويستخدمهم «داعش» دروعاً بشرية. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي ل «الحياة» إن «هناك الآلاف ما زالوا داخل الرمادي، ما يؤخر عملية تحرير المدينة»، وأشار إلى أن «داعش يحتجزهم دروعاً بشرية لتقليل خسائره». وأضاف إن «القوات تمكنت من فتح ممرات آمنة للسكان جنوبالمدينة ودعتهم عبر مناشير إلى المغادرة وهناك فرصة متاحة أمامهم للخروج بعدما فقد التنظيم سيطرته بسبب الضغط المستمر وقتل وإصابة العشرات من عناصره». ولكن مغادرة الأهالي للمدينة قرار ليس سهلاً لأن عليهم سلوك طريق طويل نحو منطقة الحميرة وصولاً إلى ناحية الحبانية وعامرية الفلوجة، حيث يجب أن يسكنوا في مخيمات تفتقر إلى متطلبات العيش البسيطة. وأكد عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ عشائر الرمادي ل «الحياة» أن «الحكومة لم تستعد لاستقبال نازحي الرمادي، بينما تطالبهم بالخروج»، موضحاً انه «كان يفترض إنشاء مخيمات وتجهيزها جيداً لتشجيع السكان على المغادرة». وأضاف أن «العديد من سكان المدينة لا يرغبون في مغادرتها بعدما شاهدوا معاناة النازحين، ويفضلون البقاء في منازلهم على التعرض لمآسي المخيمات». وأوضح أن «ما يزيد الأوضاع مأسوية رفض الحكومة الاتحادية فتح أبواب بغداد لنازحي الأنبار حيث يتجمع الآلاف منهم في منطقة جسر بزيبز». ويعتبر الجسر الطريق الوحيد والمؤمن عسكرياً الذي يربط الرمادي ببغداد، وترفض الحكومة إدخال النازحين خوفاً من تسلل عناصر «داعش» بينهم، ولكن المنطقة المحيطة بالجسر تحولت إلى مخيمات واسعة تفتقر إلى المتطلبات الأساسية للعيش خصوصاً مع انخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار. ولا تنتهي مشاكل المحاصرين بالمخيمات فهناك احتمال تعرضهم للاعتقال خلال خروجهم من المدينة. وقالت النائب عن الأنبار لقاء وردي إن هناك «عمليات خطف واعتقالات تطاول النازحين في المناطق المحررة من المدينة، خصوصاً في الحبانية والرزازة».