عاودت فصائل المعارضة السورية التقدم في ريف حلب الشمالي أمس ونجحت - على رغم تكبدها خسائر كبيرة - في استعادة قرى استولى عليها تنظيم «داعش» في هجوم مفاجئ شنّه قبل أيام. وجاء ذلك في وقت توقّف هجوم أطلقته فصائل معارضة ضد قاعدة عسكرية للنظام في جنوب البلاد، بعد مقتل وإصابة عشرات من المهاجمين. وتواصلت، في غضون ذلك، المعارك بين قوات النظام والمعارضة في أنحاء مختلفة من البلاد، وسط مزيد من الغارات التي تقوم بها الطائرات الروسية. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير أمس، إلى مقتل ما لا يقل عن 13 عنصراً من «لواء السلطان مراد» في اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي وذلك خلال «تقدّم اللواء مدعماً بفصائل أخرى ومحاولته استعادة مناطق كان التنظيم قد سيطر عليها في وقت سابق». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس أن «لواء السلطان مراد» هو «فصيل يضم مقاتلين تركمان» ويخوض إلى جانب الفصائل المقاتلة اشتباكات ضد «داعش» في ريف حلب الشمالي في محاولة لاستعادة السيطرة على عدد من البلدات والقرى التي تمكن التنظيم من السيطرة عليها في وقت سابق. وتتركز الاشتباكات بين الطرفين، وفق عبدالرحمن، في المناطق الواقعة شرق مدينة اعزاز، قرب الحدود السورية - التركية. وتمكنت الفصائل في الساعات الأخيرة من السيطرة على قرى حدودية عدة من التنظيم أبرزها براغيدة والخربة وغزل، وفق عبدالرحمن. ولم يتمكن المرصد من تحديد حصيلة القتلى في صفوف «داعش»، لكنه أكد وجود خسائر بشرية في صفوفه. وأفاد عبدالرحمن، من جهة أخرى، بأن طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن أغارت بعد منتصف الليل على سيارة تابعة ل «داعش» في منطقة الاشتباكات شرق اعزاز، ما أدى إلى تدميرها بالكامل. وقال عبدالرحمن إنه لم يُعرف هل كانت السيارة محملة بالذخائر أو بعناصر من التنظيم. وفي الإطار ذاته، أوردت «الدرر الشامية» أن عناصر المعارضة شنّوا هجوماً مضاداً في ريف حلب الشمالي واستعادوا السيطرة على قرية الخربة ومزارعها بعد طرد عناصر «داعش» منها. وأضافت أن المعارضين اقتحموا أيضاً بلدة غزل وسيطروا عليها بعدما كان تنظيم «داعش» سيطر عليها أخيراً. ولفتت إلى أن المعارضين «تمكنوا خلال الأيام الماضية من استعادة السيطرة على قرية براغيدة شرق مدينة إعزاز، إضافة إلى قريتَيْ حرجلة ودلحة اللتين يقطنهما التركمان». وفي مدينة حلب، قال المرصد إن «الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة قصفت مناطق في حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي، ما أدى إلى سقوط جرحى». وفي ريف حلب الشرقي، دارت بعد منتصف ليلة الجمعة - السبت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط مطار كويرس العسكري «وسط تقدم لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة»، وفق المرصد. وقالت مواقع موالية للنظام إن القوات الحكومية سيطرت على قرية «نصرالله» القريبة من كويرس. وفي محافظة اللاذقية على الساحل السوري، قال المرصد إن مقاتلين اثنين من الفصائل الإسلامية أحدهما مسلم الشيشاني القائد العسكري ل «كتائب أنصار الشام»، قُتلا في «الاشتباكات المستمرة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط منطقة عرافيت بمحور جب الأحمر في ريف اللاذقية الشمالي». وأورد معلومات عن استعادة قوات النظام السيطرة على برج زاهي، في وقت «دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة وعناصر من الحزب الاسلامي التركستاني من جهة أخرى، في محيط تلة الزيارة بقمة النبي يونس بريف اللاذقية الشمالي، ومعلومات عن تقدم لقوات النظام وحزب الله اللبناني في المنطقة، ومقتل عنصر من قوات النظام». وأوردت مواقع موالية للنظام أن قواته سيطرت أمس على قمتي جبلين في ريف اللاذقية الشمالي. وفي محافظة حماة (وسط)، تحدث المرصد عن تنفيذ طائرات حربية يُعتقد أنها روسية 6 غارات على بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بالريف الشمالي، بينما قصفت قوات النظام قريتي العنكاوي والقاهرة بسهل الغاب في الريف الشمالي الغربي. أما في محافظة حمص المجاورة، فقد أشار المرصد إلى اشتباكات بين قوات النظام وعناصر تنظيم «داعش» في منطقة البيارات غرب مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، ترافقت مع تنفيذ طائرات حربية «يُعتقد أنها روسية» غارات على مناطق الاشتباكات. ولفت إلى معلومات عن تفجير «داعش» عربة مفخخة في منطقة البيارات. وفي درعا بجنوب البلاد، قال المرصد إنه «ارتفع إلى 18 على الأقل عدد مقاتلي الفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة الذين استشهدوا ولقوا مصرعهم خلال هجومهم... على قرية جدية وكتيبتها، والذي أسفر أيضاً عن إصابة أكثر من 35 آخرين بجروح، وأسر قوات النظام مقاتلين آخرين من الفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة». ونشر «الإعلام الحربي» التابع ل «حزب الله»، من جهته، أن 13 فصيلاً مسلحاً شارك في معركة الهجوم على كتيبة جدية بريف درعا لكنّ المهاجمين اضطروا إلى وقف عمليتهم بعد سقوط 48 قتيلاً في صفوفهم بينهم «12 قائداً ميدانياً». وكان المرصد أشار الجمعة إلى مقتل أكثر من 50 مدنياً بينهم 16 طفلاً في غارات وقصف لقوات النظام في أنحاء مختلفة من سورية لا سيما شرق دمشق. وقال المرصد ان «طائرات النظام قصفت بلدتي جسرين وكفربطنا في غوطة دمشقالشرقية ما أسفر عن 35 قتيلاً على الاقل بينهم ستة أطفال إضافة إلى إصابة العشرات». وفي منطقة دوما شرق دمشق أيضاً قتل ستة أشخاص بينهم طفلان بسقوط صواريخ. وفي شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت من منطقة الجسرين يظهر شخص قائلاً «لحم سوري للبيع». وحمل الائتلاف السوري المعارض القوات الروسية مسؤولية الهجوم على الجسرين، وكتب على موقع «تويتر» أن «الطيران الروسي استهدف سوقاً شعبية في الجسرين ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً وإصابة خمسين آخرين». وفي وسط البلاد، قتل 11 شخصاً بينهم أربعة أطفال في قصف للطيران استهدف مدينة تلبيسة في محافظة حمص، وفق المرصد. وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، قتل 14 على الأقل في «داعش» في غارة جوية - يرجح أن يكون شنها الائتلاف الدولي - استهدفت مدرسة يتمركز فيها التنظيم المتطرف.