قتل ثلاثة أشخاص بينهم شرطي وجرح تسعة آخرون برصاص مسلح أطلق النار داخل عيادة لتنظيم الأسرة في مدينة كولورادو سبرينغز بولاية كولورادو غرب الولاياتالمتحدة، في هجوم استمر خمس ساعات وانتهى باعتقاله بعد تطويق محيط العيادة، وإصدار أوامر بإغلاق أصحاب المتاجر القريبة أبوابهم وملازمة متاجرهم مع زبائنهم. وعرضت وسائل إعلام لقطات أخذت من الظهر لرجل ضخم الجثة قيده شرطيون، ويرتدي قميصاً أبيض وبنطالاً عسكرياً. ونقلت عن مصادر أنه يُدعى روبرت لويس دير، وهو في الخمسين من العمر. كما بثت قنوات التلفزة مشاهد لأشخاص يجري إجلاؤهم على عجل تحت الثلج وسط برد قارس من دون أن يرتدوا معاطف، وبعضهم يبكي. وقال جون ساذرز، رئيس بلدية كولورادو سبرينغز: «ما حدث مأساة مروعة. فقدنا مدنيَين اثنين، ونبكي خسارة شرطي شجاع جداً». وأفادت جامعة «كولورادو سبرينغز» بأن «الشرطي القتيل يدعى غاريت سواسي ويبلغ 44 من العمر. وهو يتولى عادة حماية حرم الجامعة، واستدعي في إطار تعزيزات شرطة البلدية» التي جرح خمسة من عناصرها أيضاً. وفُتح تحقيق في احتمال ارتباط الحادث بمناهضة الإجهاض، فيما أرسلت شرطة نيويورك آليات لكل عيادات تنظيم الأسرة في أنحاء المدينة، رغم عدم رصد تهديدات محددة. وفي الولاياتالمتحدة، تعتبر عيادات تنظيم الأسرة المراكز الرئيسية التي تعنى بتقديم الرعاية الصحية للسيدات في مجال الفحوص الوقائية ووسائل منع الحمل، إضافة إلى إجرائها عمليات إجهاض طوعية. ولهذه الأسباب تكون هذه العيادات غالباً هدفاً لتظاهرات أو حتى هجمات يشنها معارضو الإجهاض في الولاياتالمتحدة. وأخيراً، أثارت الهيئة المسؤولة عن هذه العيادات جدلاً في الولاياتالمتحدة إثر بث تسجيلات فيديو تدعو إلى الاعتقاد بأنها متورطة بعمليات بيع خلايا جنينية. وحاول مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون مرات خلال التصويت على الموازنة قطع التمويل الحكومي عن هذه الهيئة. وإثر الهجوم نددت الناطقة باسم الهيئة فيكي كوارت ب «متطرفين مناهضين للإجهاض يخلقون جواً ساماً قد يُذكي الإرهاب الداخلي». في شيكاغو، تظاهر آلاف في الشوارع للمطالبة بإحقاق العدل في قضية مقتل الشاب الأسود لاكان مادونالد ب16 رصاصة أطلقها الشرطي الأبيض جيسون فان ديك في تشرين الأول (أكتوبر) 2014، وعطلوا حركة السير ومنعوا المتسوقين من دخول المتاجر في يوم التخفيضات الذي يسمونه «الجمعة الأسود». وكان التوتر عاد إلى المدينة بعد بث شريط فيديو لعملية القتل للمرة الأولى الثلثاء الماضي، علماً أن عدداً كبيراً من المتظاهرين يشبهون قضية ماكدونالد بقضية مايكل براون، الفتى الأسود الأعزل الذي قتله شرطي أبيض في فيرغسون بولاية ميسوري (وسط) في 2014. وهتف المتظاهرون «16 رصاصة 13 شهراً» في إشارة إلى عدد الرصاصات التي أصيب بها ماكدونالد (17 سنة)، ومرور أكثر من سنة قبل أن يتهم الشرطي رسمياً الثلثاء، رغم وجود شريط فيديو يظهر عدم خطورة الفتى قبل قتله. وقال أحد المتظاهرين جاريد ستيفرسون (27 سنة): «لا يتعلق الأمر بأن (الشرطي) كان خائفاً على حياته، بل بأنه لم يُرد أن يرى هذا الفتى حياً». وأضاف متوجهاً إلى شرطي كان يحرس متجراً على بعد خطوات منه: «عندما تعود إلى بيتك وتنزع بزتك سيجري توقيفك لأنك أسود مثلي. لست لصاً ولا أبيع مخدرات. تعلمت في الجامعة وليس من حقكم معاملتنا ككلاب». وبررت سامنثا فازكيرز (18 سنة) تعطيل التسوق قائلة: «إنهم يتسوقون والجميع لا يبالون بموت أحد، ولم يفعل أحد شيئاً». وشارك أعضاء في حركة «الفهود السود»، بينما قاد جيسي جاكسون أحد أهم قادة حركة المطالبة بحقوق السود مسيرة أخرى. ودعت السلطات إلى الهدوء بعدما أفضت تظاهرات إلى أعمال شغب هزت البلاد قبل 18 شهراً إثر كشف ممارسات أخرى للشرطة ضد السود.