نقلت صحيفة "البورصة" المصرية اليوم الخميس عن وزير النفط المصري شريف إسماعيل قوله إن مصر تجري محادثات مع شركات أجنبية بينها "سوناطراك" الجزائرية لاستيراد الغاز الطبيعي لتشغيل محطات الطاقة في الصيف القادم. وقال إسماعيل للصحيفة إن المفاوضات تتعلق "باستيراد نحو 400 مليون قدم مكعبة غاز مسال يوميا خلال الصيف المقبل". و"سوناطراك" الحكومية الجزائرية هي الشركة الوحيدة التي ذكرها الوزير بالاسم. ولدى مصر محطات للغاز الطبيعي المسال وخط أنابيب لتصدير الغاز لكن لا يوجد لديها منشآت لاستيراد الغاز المسال. ولم تطرح الحكومة الموقتة أي مناقصات لبناء مرفأ لاستيراد الغاز المسال رغم أنها تتحدث عن ذلك منذ الخريف الماضي. غير أن المسؤولين لمحوا إلى أن الحكومة تعتبر الجزائر خيارا لاستيراد الغاز بعدما ادى التوتر السياسي مع قطر الى قطع إمدادات مهمة تلقتها مصر في الصيف الماضي قبل أن يعزل الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من وزارة النفط على تقرير الصحيفة. وكان إسماعيل أبلغ "رويترز" الشهر الماضي أن مصر تحتاج لاستيراد منتجات نفطية إضافية بقيمة بليون دولار وتدبير إمدادات كبيرة من الغاز الطبيعي لمواجهة الطلب في الصيف. واتفقت مصر على استيراد الغاز الجزائري خلال حكم مرسي الذي استمر عاما. لكنها حصلت على شحنات من الغاز المسال منحة من قطر الحليف الوثيق لمرسي وجماعة "الإخوان المسلمين" التي ينتمي إليها، ساعدت في تغطية التزاماتها التصديرية للشركات الأجنبية في العام الماضي مع تحويل الحكومة الغاز لتلبية الطلب المحلي المتصاعد. وفي الوقت نفسه أصدرت شركات أجنبية بينها "بي. جي" في الآونة الأخيرة تحذيرات بخصوص الأرباح وخفضت توقعاتها للانتاج مع تحويل الحكومة الغاز المخصص للتصدير لتلبية الطلب المحلي. وكتبت "كابيتال إيكونوميكس" ومقرها لندن في تقرير هذا الأسبوع إن جميع المؤشرات توحي بأن مصر ستتحول إلى مستورد صاف للغاز الطبيعي في المستقبل القريب، مشيرة إلى ركود انتاج الغاز والزيادة السريعة في الاستهلاك المحلي. وتوقعت وزارة البترول الشهر الماضي أن يعجز انتاج الغاز عن تلبية الطلب المحلي للمرة الأولى في السنة المالية التي تبدأ في تموز (يوليو).