ألقت التفجيرات الإنتحارية التي ضربت ملعب "استاد دو فرانس" ومناطق عدّة من باريس يوم (الجمعة) قبل الماضي، بظلالها القاتمة على مسألة تأمين الأحداث الرياضية الهامة، انعكست امس في الاجراءات الامنية غير المسبوقة اثناء اقامة مباراة "الكلاسيكو" في ملعب "سنتياغو برنابيو" في مدريد بين عملاقي كرة القدم الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة. وأشارات صحيفة "آس" الإسبانية إلى أن مباراة الأمس شهدت أعلى مستوى من درجات التامين، إذ دفعت السلطات الإسبانية ب 1200 عنصر من الشرطة الوطنية، و1400عنصر من الأمن الخاص، كما استعانت بخدمات 122 شرطيا بلديا، و80 عنصرا خاصا للطوارئ، بالإضافة إلى 60 عنصرا من الصليب الأحمر. وقالت الصحيفة إن أبواب ملعب "سانتياغو برنابيو" فتحت قبل ساعتين فقط من بداية المباراة، وعممت أجهزة الكشف عن المعادن في جميع بوابات الملعب، وفتشت الجماهير تفتيشا دقيقا، كما فتش الطعام الذي كان بحوزة المشجعين، ومنع المشجعون من ادخال حقائب الى الملعب، ونشرت الشرطة القناصين والكلاب المدربة في جنبات الإستاد كافة. وكان وزير شؤون الأمن الإسباني رانسيسكو مارتينيز فاسكيز صرح قبل اللقاء ان المباراه ستشهد تأمينا لم تشهده مباراة أخرى من قبل، وانه سيوفر عنصر أمن واحد لكلّ 32 مشجّعا، بواقع 2517 عنصر ل82 ألف مشجّع يتوقع حضورهم ليله المبارة. يذكر ان "الكلاسيكو" الذي يقام مرتين على الأقل في كل موسم، يعد الحدث الرياضي الأبرز في إسبانيا. ويضاف الى أهميته عامل آخر وهو التنافس الكبير بين طرفيه اللذين يعدان الفريقان الأكبر في كرة القدم الإسبانية، الأمر الذي يدفع المسؤولين إلى تطبيق نظام أمني شديد الدقة. ورفعت الهجمات الدموية التي وقعت في باريس الأسبوع الماضي، وراح ضحيتها 130 قتيلا و 350 جريحا، بالإضافة إلى إلغاء مباراتين دوليتين في وقت لاحق على الهجمات بداعي التهديدات الإرهابية، حال التأهب في إسبانيا، خصوصاً أثناء "الكلاسيكو".