أظهر تقرير بحثي أن غابة الأمازون خسرت حتى اليوم نحو 12 في المئة من مساحتها، وتوقع ان يستمر انحسار هذه الغابة وان تخسر نحو 28 في المئة من مجمل مساحتها بحلول العام 2050 ما يهدد وجود قرابة نصف أنواع الأشجار والنباتات فيها. ويقول الباحثون إنه إذا استمر الاتجاه الحالي، فإن ما بين 36 في المئة و57 في المئة من نحو 15 ألف نوع من أشجار الأمازون سيصنف بأنه مهدد بالانقراض، وفق معايير القائمة الحمراء ل «الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة». وغطت الدراسة التي شارك فيها باحثون من 21 دولة، 5.5 مليون كيلومترمربع من غابة الأمازون، تشمل البرازيل والبيرو وكولومبيا وفنزويلا والإكوادور وبوليفيا وغويانا وسورينام وغويانا الفرنسية. وحلل الباحثون إحصاءات وبيانات من المناطق الحالية والمتوقعة لإزالة الغابات. ويحتوي حوض الأمازون أعظم تنوع بيولوجي على وجه الأرض، لدرجة أن الباحثين يعرفون القليل نسبياً عن كثير من أنواع الاشجار في المنطقة. ويقول المؤلف الرئيس للدراسة هانز ستييغ، إنه «في حين أننا نعرف الكثير عن خطر إزالة الغابات في الأمازون، لكننا لا نعرف إلا القليل عن آثار ذلك على الأنواع الكثيرة المنتشرة فيها، والتي لا نعرف معظمها». وتذكر الدراسة أن من الأنواع المهددة بالانقراض الجوز البرازيلي، ونخيل آساي، ونخيل آكي، وأنواع الأشجار ذات الخشب الجيد للصناعة، إضافة إلى مئات الأنواع التي يعتمد سكان الأمازون عليها في التداوي واستخراج المطاط والزيوت الضرورية، إضافة إلى منافع أخرى عدة. وتشير التوقعات إلى أن فقدان الغابات سيستمر في المستقبل المنظور، إذ وجدت دراسات سابقة أن غابات الأمازون انخفضت بالفعل بنسبة 12 في المئة وستواصل انحسارها بنسبة 28 في المئة بحلول العام 2050. ويرى الباحثون أن من المهم إلتيقظ للحفاظ على أجناس مهددة، مثل أشجار الجوز البرازيلي التي قد يختفي 63 في المئة منها بحلول عام 2050، نظرا لدورها في الحفاظ على قدرات امتصاص ثاني أوكسيد الكربون وبعث الاوكسجين في هذه الغابة التي تعتبر رئة العالم. ويضيف الباحثون أن شجرة الكاكاو قد تنخفض أعدادها بنسبة 50 في المئة في ال 35 عاماً المقبلة، وقد ينخفض نخيل آساي بنسبة 72 في المئة. وتعد شجرة الماهوغاني منقرضة بالفعل، ولم تعد جزءاً من اقتصاد غابات الأمازون. ويتواجد أكبر جزء من الأمازون في البرازيل، التي نجحت العام الماضي بخفض انبعاثات الكربون من خلال تقليص إزالة الغابات. لكن، مع ذلك، فإن انبعاثات البرازيل وصلت الى ثاني أعلى مستوى لها في ستة أعوام. وفي المقابل، أظهرت احصاءات رسمية أن وتيرة إزالة الأحراج تتسارع في كولومبيا مع القضاء على أكثر من 140 ألف هكتار من المساحات الحرجية العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 16 في المئة مقارنة مع العام السابق. وبحسب الدراسة فإنه وعلى رغم خطر الانقراض لهذه الأنواع، فإن 85 في المئة من غابات الأمازون لا تزال صامدة، إذ يقول الباحثون إن معظم الأنواع المهددة تعيش في مناطق محمية، مثل الحدائق والمحميات ومناطق السكان الأصليين.