احتلت ميليشيات موالية لروسيا أمس القاعدة الجنوبية للبحرية الأوكرانية في نوفوزرن غرب شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، فيما أعلنت كييف أن وزير الدفاع ايغور تينيوخ و فيتالي ياريما النائب الأول لرئيس الوزراء سيتوجهان إلى القرم «لحل الموقف». لكن رئيس وزراء القرم، سيرغي أكسيونوف اعلن انه لن يسمح بدخول المسؤولين الأوكرانيين. ويزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، ثم يتوجه إلى كييف غداً. وقالت الأممالمتحدة إن الزيارة غير المتوقعة «جزء من جهود ديبلوماسية لحض كل الأطراف على حل الأزمة الحالية بالطرق السلمية». وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأوكرانية فلاديسلاف سيليزنيف ان القوات الموالية لروسيا حطمت باستخدام جرار بوابة قاعدة البحرية الأوكرانية في نوفوزرن، وسيطروا على مدخلها، ثم أوقفوا تقدمهم في مواجهة جنود أوكرانيين مسلحين. وكان ناشطون موالون لروسيا اعلنوا انهم احتجزوا قائد البحرية الأوكرانية سيرغي غايدوك للتحقيق معه في شأن «نقله أوامر من كييف إلى وحدات الجيش الأوكراني تسمح باستخدام أسلحة ضد مدنيين»، ثم اطلقوه واستولوا على مقر البحرية في سيباستوبول التي رفعوا أعلام روسيا عليها. وقال الناطق باسم البحرية سيرغي بوغدانوف: «انهم حوالى مئتي رجل، بعضهم ملثم، لكنهم ليسوا مسلحين، لذا لم نطلق اي رصاصة»، فيما تحدث شهود عن مغادرة حوالى عشرة جنود أوكرانيين غير مسلحين ويرتدون ملابس مدنية مقر البحرية. وكانت عملية مماثلة خلّفت قتيلين، هم عسكري أوكراني وعنصر في قوات الدفاع الذاتي الموالية لروسيا، في سيمفروبول. وتعتبر القواعد العسكرية الأوكرانية في القرم التي تحاصرها ميليشيات موالية لروسيا يشتبه في أنها قوات روسية غير معلنة، المشكلة الأكثر إلحاحاً لموسكو، غداة توقيع الرئيس فلاديمير بوتين معاهدة ضم القرم، والذي اعقبه مصادقة المحكمة الدستورية الروسية بالإجماع على المعاهدة «المطابقة للدستور»، وترحيب البرلمان الروسي بها تمهيداً للمصادقة عليها الجمعة المقبل». واتصل أمس رئيس الأركان الأوكراني هاتفياً بنظيره الروسي ليقترح تشكيل لجنة مشتركة تفادياً لأي تصعيد على الأرض. إلى ذلك، بدأ الجيش الروسي تدريبات جوية واسعة النطاق في مناطق غربية ليست محاذية للحدود مع أوكرانيا لكنها قد تزيد التوتر بين روسيا والحلف الأطلسي (ناتو). وفي منطقة البحر الأسود التي تضم القرم، باشرت المدمرة «تروكستون» الأميركية مناورات مع قوات بلغارية ورومانية، وصفها الجيش الأميركي بأنها عملية «روتينية» مقررة قبل نشوب ازمة أوكرانيا. تطمينات بايدن على صعيد آخر، التقى جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، الرئيسة الليتوانية داليا جريباوسكايتي والرئيس اللاتفي أندريس بيرزينس، في إطار زيارة سريعة لطمأنة دول البلطيق إلى التزام واشنطن أمنها، في ظل شعورها بالقلق من روسيا التي حذرها من «طريق أسود» بسبب أفعالها في أوكرانيا. ووصفت جريباوسكايتي زيارة بايدن بأنها «ذات مغزى في ظل وضع مزعج»، علماً أن بايدن كان ابلغ الرئيس الأستوني هندريك الفيس الاثنين أن الولاياتالمتحدة قد ترسل قوات على فترات دورية إلى المنطقة، لإجراء تدريبات برية وبحرية وتنفيذ مهمات تدريب، علماً أنها زادت عدد المقاتلات للمساعدة في حراسة المجال الجوي لدول البلطيق. ولا تشعر دول البلطيق بقلق من نيات روسيا فقط، بل من احتمال ردها على التوترات المتصاعدة بفرض حظر تجاري أو منع الغاز الطبيعي. والأسبوع الماضي، علّقت روسيا واردات الغذاء عبر ميناء كلايبيدا الرئيسي في ليتوانيا، ما مثل وفق رجال أعمال محليين وسيلة لممارسة موسكو ضغوطاً سياسية. في مدينة مونتريال الكندية، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى «إعادة كتابة» حدود أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية. وقالت كلينتون أمام مؤتمر نظمته غرفة التجارة في مونتريال: «منطق بوتين في القرم هو أن سكانها هم من الإثنية الروسية وينطقون باللغة الروسية، وكانوا دائماً جزءاً من روسيا، وهذا التحليل قد يتوسع إلى أقسام اخرى من أوكرانيا، ثم مناطق أخرى من إستونيا وليتوانيا وترنسنيستريا. هناك أماكن كثيرة يمكن أن نجد فيها اتنية روسية أو ناطقين باللغة الروسية». وأملت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة (2009-2013) بألا «يكون الأمر حرباً باردة جديدة، لكن كل شيء يتوقف على بوتين». ودعت الأوروبيين إلى تخفيف التبعية لروسيا على صعيدي الاقتصاد والطاقة، وأملت ب «تسريع بناء أنابيب النفط بين أذربيجان والدول الأوروبية ال 28، مع تشجيعها مصادر الطاقة الجديدة المحلية مثل الغاز في بولندا. وبالنسبة إلى أوكرانيا، قالت: «يجب أن ندعم كييف في شكل افضل»، داعية واشنطن إلى مزيد من الالتزام المالي تجاه أوكرانيا.