اشترط رئيس الحكومة الأوكرانية، أرسيني ياتسينيوك، على روسيا سحب قواتها من شبه جزيرة القرم، واحترام التزاماتها الدولية، ووقف دعمها للانفصاليين، لإجراء محادثات معها بشأن القرم. معلنا في مؤتمر صحافي في كييف أمس، جهوزية التفاوض مع الحكومة الروسية، بعد تلبية هذه الشروط. وأكد أن أوكرانيا لن تكون أبدا تابعة لروسيا أو جزءا منها. جاء ذلك في الوقت الذي قال فيه رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين أمس، إن برلمان البلاد سيحترم "الخيار التاريخي" للقرم في الاستفتاء الذي ستجريه حول إلحاق شبه الجزيرة الأوكرانية بروسيا. لكن فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي استبعدت أمس شن حرب بين روسياوأوكرانيا. وقد رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن تدخل موسكو العسكري في شبه جزيرة القرم. وقال أمس إن روسيا لا يمكنها تجاهل نداءات المساعدة من الناطقين بالروسية في أوكرانيا. وبعد مكالمة هاتفية امتدت لساعة مع أوباما قال بوتين في بيان إنه لا تزال توجد خلافات بين موسكو وواشنطن بشأن الوضع في الجمهورية السوفيتية السابقة، وأضاف أن الزعماء الجدد الذين تولوا السلطة في كييف اتخذوا "قرارات غير شرعية على الإطلاق على مناطق شرق أوكرانيا وجنوب شرقها والقرم". في هذه الأثناء عبرت المدمرة الأمريكية تروكستون التي تحمل صواريخ موجهة مضيق الدردنيل أمس، في طريقها إلى البحر الأسود فيما وصفه الجيش الأمريكي بأنه انتشار "روتيني" كان مقررا قبل فترة طويلة من الأزمة الأوكرانية. وتوجهت القطعة الحربية التابعة للبحرية الأمريكية إلى البحر الأسود بعد يوم واحد من كشف وزارة الدفاع الأمريكية عن خطط لإرسال المزيد من الطائرات الحربية الأمريكية في مهمات لحلف شمال الأطلسي في البلقان بهدف طمأنة الحلفاء القلقين من استيلاء روسيا فعليا على شبه جزيرة القرم. ويتمركز أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول عاصمة القرم. إلى ذلك، سعى المراقبون العسكريون التابعون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذين منعهم مسلحون أمس الأول من دخول القرم، مجددا أمس إلى دخولها، ولم يوضح مصدر موجود مع المراقبين، بدقة أين ومتى سيجدد الأربعون مراقبا من 21 دولة عضوا في المنظمة، محاولة دخول القرم.