تواصل الحكومة الروسية الخطوات المتبقية لإتمام عملية انضمام جزيرة القرم، معلنة أنها تمت امس، وصادقت المحكمة الدستورية الروسية على معاهدة انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" عن رئيس المحكمة فاليري سوركين قوله امس في مدينة سانت بطرسبرج: إن المعاهدة متوافقة مع الدستور الروسي. وأضاف سروكين: "القرار تم اتخاذه بالإجماع". ومن المقرر أن يقوم البرلمان الروسي بغرفتيه، مجلس الدوما ومجلس الاتحاد، غدا بالمصادقة على المعاهدة التي وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع قيادة القرم في موسكو الثلاثاء، في الوقت الذي واصل فيه الغرب الحديث عن عقوبات لمواجهة الخطوة الروسية، وأكدت موسكو أن هذه العقوبات "لن تظل دون تداعيات". وطالبت جمهورية "بريدنيستروفييه" التي اعلنت استقلالها من طرف واحد عن مولدوفا بالانضمام إلى روسيا. وبحسب وكالة أنباء "ريا - نوفوستي" الروسية، فإن ميخائيل بورلا، رئيس برلمان جمهورية بريدنيستروفييه، قدم طلبا إلى رئيس مجلس النواب الروسي، سيرغي ناريشكين، لتضمين القانون الروسي ذي الصلة بندا يتيح لجمهورية بريدنيستروفييه الانضمام إلى روسيا الاتحادية. ووضع أعضاء البرلمان الروسي امس، خططا للتصديق على المعاهدة التي تضم القرم وتعتبرها جزءا من روسيا على أن يتم ذلك في وقت لاحق من الأسبوع. وقال سيرجي جلزينياك نائب رئيس مجلس النواب (الدوما) في اجتماع حضره زعماء القرم: "زملائي سيبذلون قصارى جهدهم للتصديق على المعاهدة غدا". واستهل رئيس الدوما سيرجي ناريشكين كلمته بقوله: "أيها الإخوة والأخوات.. أهلا بكم في وطنكم روسيا". وحظي زعماء القرم باستقبال الأبطال في البرلمان الروسي. وامتلأت القاعة بباقات الورود، وارتدى الأعضاء شرائط سوداء وبرتقالية ترمز الى الفخر في الجيش الروسي، خاصة النصر الذي حققته القوات السوفيتية في الحرب العالمية الثانية.
احتلال مقر البحرية وفي التفاصيل، سياسيا، وصفت روسيا العقوبات الغربية عليها بسبب النزاع بشأن شبه جزيرة القرم بأنها غير مقبولة، وهددت ب"عواقب" لفرض هذه العقوبات. ووجه سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي التحذير خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري. وأكد لافروف على أن هذه العقوبات "لن تظل دون تداعيات". من جهته، حذر ايجور سيتشين رئيس شركة روسنفت الروسية للطاقة، الغرب امس الأربعاء، من أن تشديد العقوبات على روسيا بسبب ضمها منطقة القرم الأوكرانية لن يؤدي سوى إلى مزيد من التدهور في الوضع. وفي زيارة لطوكيو في مؤشر على توجه روسيا جهة الشرق بعد أن صب الغرب جام غضبه عليها بسبب القرم، عرض سيتشين على مستثمرين يابانيين تعاونا أكبر لتطوير النفط والغاز الروسي. ويزور سيتشين أيضا كلا من الهند وفيتنام وكوريا الجنوبية. وأضاف سيتشين، وهو حليف قديم للرئيس الروسي فلادييمر بوتين، في إحدى جلسات منتدى استثمار بين روسياواليابان: "دراسةالتوسع في العقوبات من شأنه أن يذكي الصراع فحسب" و"لن يسهم في حل المشكلة بل سيأتي بنتائج عكسية". ويخشى مسؤولون يابانيون ان يقوض أي مسعى غربي لفرض عقوبات على روسيا، جهود طوكيو لتحسين العلاقات مع موسكو. ولكن سيتشين الذي وصف العقوبات بأنها محاولة ابتزاز أكد حرص موسكو علي دعم الاستثمار. وعرض سيتشين استثمارات محتملة في روسيا علي اليابان التي هددت بتعليق محادثات خاصة باتفاقية استثمار وتسهيل اجراءات الحصول على تأشيرات سفر في إطار العقوبات بسبب القرم. ونددت وزارة الخارجية الروسية بقرار رئيس المجلس الأوروبي إلغائه زيارة لموسكو، ووصفت القرار بأنه رفض "لسماع الحقيقة". وكان من المقرر أن يلتقي هيرمان فان رومبوي مع مسؤولين روس امس الأربعاء، إلا إنه ألغى الزيارة. وزعمت الوزارة في بيان امس، ان فان رومبوي "لم يسمح له" بالقدوم الى روسيا "من قبل أقرانه". وجاء في البيان: إن موسكو استجابت على الفور لطلبه زيارة روسيا، وإن الزيارة ألغيت في اللحظة الأخيرة؛ لأن أوروبا "لا ترغب في سماع الحقيقة". تحرك عسكري عسكريا، احتلت قوات الدفاع الذاتي القرمية المقر العام للبحرية الأوكرانية في ميناء سيفاستوبول الواقع على البحر الأسود. وشاهد مصور للأسوشيتد برس مجموعة من قوات الدفاع الذاتي وهي تقتحم المقر العام وترفع العلم الروسي على البناية. وقال القائم بأعمال وزير الدفاع الأوكراني إيهور تينيوخ، امس: إن القوات الأوكرانية لن تنسحب من القرم، حتى بالرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع على معاهدة بضم المنطقة إلى روسيا. وأجاب على سؤال للصحفيين على هامش اجتماع حكومي، حول ما إذا كانت كييف ستسحب قواتها من شبه جزيرة القرم بقوله: "لا.. سنبقى". كما استدعت وزارة الخارجية الاوكرانية المبعوث الروسي لدي كييف أندري فوروبيوف؛ لتسلمه خطاب احتجاج ضد معاهدة انضمام شبه جزيرة القرم الاوكرانية إلى روسيا الاتحادية، وفقا لما أوردته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء امس. ووصفت كييف قرار روسيا بأنه أحد صور ضم الاقليم، ما يعني الاستيلاء بالقوة على الأراضي الاوكرانية، مشيرة إلى أنها تحتفظ بحقها في اتخاذ خطوات لتسوية الصراع، وفقا للقانون الدولي. مخاوف كلينتون وفي السياق، اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، الثلاثاء في مونتريال، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى الى "اعادة كتابة" حدود اوروبا الشرقية. وقالت كلينتون امام مؤتمر نظمته غرفة التجارة في مدينة مونتريال: ان "منطق بوتين في القرم" هو ان سكان هذه المنطقة التي ضمتها موسكو الثلاثاء "هم من الاتنية الروسية، وناطقون باللغة الروسية، وكانوا دائما جزءا من روسيا". واضافت: ان هذا التحليل "قد يتوسع ليس فقط الى اقسام اخرى من اوكرانيا، ولكن ايضا الى مناطق اخرى من استونيا وليتوانيا وليتونيا وترنسنيستريا. هناك الكثير من الاماكن التي يمكن ان نجد فيها اتنية روسية او ناطقين باللغة الروسية". واشارت الى انه بعد اوكرانيا والقرم هناك دول اخرى قد "تواجه هجوما روسيا حدوديا". وأوضحت في ظل تصفيق جمهور مكون من حوالى 4300 شخص، ان "بوتين يسعى الى اعادة كتابة حدود اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية". وأعربت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة (2009-2013) عن "املها في الا يكون الامر حربا باردة جديدة"، مضيفة: ان "أحدا لا يريد ان يكون الامر كذلك"، ولكن "كل شيء يتوقف على بوتين". وبعد ان دعت الاوروبيين كي يخففوا من التبعية لروسيا من ناحية الاقتصاد والطاقة، اعربت كلينتون عن املها في "تسريع" بناء انابيب النفط بين اذربيجان والدول الاوروبية ال28، مع تشجيعها مصادر الطاقة الجديدة المحلية مثل الغاز في بولندا. وقالت ايضا: ان "الروس لا يمكنهم إذلالكم الا اذا كنتم تابعين لهم". وبالنسبة لأوكرانيا، قالت: "يجب ان ندعم بشكل افضل حكومة كييف". داعية واشنطن الى مزيد من الالتزام المالي تجاه اوكرانيا. مخالف للقانون الدولي من جانبه، اعلن الرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا ديديه بولخارتر، ان ضم القرم الى روسيا "مخالف للقانون الدولي". وجاء في بيان: ان "وزير الخارجية السويسري والرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا ديديه بولخارتر يعتبر ان الاجراءات الاخيرة التي اتخذت (الثلاثاء) من قبل الاتحاد الروسي حيال وضع القرم تشكل انتهاكا للالتزامات الاساسية لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا، وهي لا تتماشى مع القانون الدولي". واشار الى ان "احداث (الثلاثاء) لا تعني ابدا نهاية الدبلوماسية من اجل تخطي الازمة". واضاف البيان: ان "حوارا صريحا ونزيها وجهودا عازمة من اجل بناء جسور هي الآن اهم من اي وقت مضى". وأدان رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، امس، تحرك روسيا لضم منطقة القرم قائلا: انه انتهاك لوحدة اراضي اوكرانيا. ومتحدثا الى لجنة برلمانية، قال أبي: إن اليابان ستتشاور مع حلفائها في مجموعة السبع، وستدرس اتخاذ المزيد من الخطوات ضد روسيا. وأعلنت اليابان امس الثلاثاء انها ستجمد المحادثات مع موسكو بشأن اتفاق للاستثمار وتخفيف شروط تأشيرات السفر في إطار عقوبات على روسيا.