شاركت المملكة في فعاليات المؤتمر الدولي ل«الحوار والتعايش السلمي» الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع مجلس الأمناء لموارد الجالية المسلمة في هونغ كونغ الذي انطلق أمس (الخميس) بحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي، والقنصل العام للمملكة لدى هونغ كونغ عمر البنيان، وبمشاركة عدد من العلماء والباحثين وقادة أتباع الأديان والثقافات في العالم. وتضمن المؤتمر - بحسب وكالة الأنباء السعودية - أربع جلسات عمل الأولى بعنوان «الحوار الديني والحضاري» تحدث فيها مدير جامعة الرفاه في باكستان الدكتور أنيس أحمد عن «الحوار باعتباره ضرورة إنسانية» مبينناً أن «الحوار بدأ قبل بداية خلق البشر، وهو وسيلة اتصال وتعاون وتعارف للعالم أجمع». وقال «إن الله سبحانه وتعالى هو الخالق، وهو الرب المعبود، أرسل أنبياءه ورسله لتهذيب حياة الإنسان وسلوكه، وترشيد الحياة الإنسانية، وصيانة القيم وترسيخها، وتشجيع الممارسات الاجتماعية السامية، وإسعاد الإنسانية في الدنيا والآخرة». وحاضر أستاذ اللغات الشرقية وآدابها في جامعة دوشيشا باليابان الدكتور سمير إبراهيم عن موضوع «منطلقات الحوار وأسسه» وأتخذ الحوار الإسلامي الياباني أنموذجاً، موضحاً أن الجامعات والمؤسسات ومراكز البحوث في اليابان تحرص على الحوار وإقامة الندوات مع العالم الإسلامي. وأضاف أن اليابان استفادت من هذا الحوار في التعرف على الثقافة الإسلامية وعلى بعض تعاليم الدين الإسلامي التي تمس حياة الناس، كما استفادت منه اقتصادياً سواء في الداخل أم الخارج. وأكد أن العالم الإسلامي يشكل مصدر إثراء هائل للحوار من حيث الخبرات التاريخية والجغرافية والثقافية والاقتصادية، مبيناً أن اليابان تدعو في ثقافتها إلى التعارف المباشر بينها وبين العالم الإسلامي عبر التبادل الإعلامي والتعليمي. وتحدث إمام المركز الإسلامي في كولون بهونغ كونغ المفتي محمد أرشد عن «آفاق الحوار الثقافي»، موضحاً أن الحوار يتم بالاتصال بين الناس وتقاسم الأفكار والرؤى فيما بينهم والاستماع إلى الآراء المختلفة. وأشار إلى أن الحوار يؤدي إلى التواصل مع الآخرين بالاحترام والتعاون والصدق، داعياً إلى وجوب الابتعاد عن الأفكار الخاطئة في الحوار. وانطلقت بعنوان «التنوع الثقافي في هونغ كونغ «الجلسة الثانية، وتحدث فيها رئيس جمعية الدعوة الإسلامية في سنغافورة الدكتور حسبي أبوبكر عن موضوع «إدارة الخلاف والمشتركات الوطنية الجامعة» إذ عرض فيه «تصوراً عن أحوال المسلمين في سنغافورة وتمتعهم بكامل حقوقهم وتعامل الحكومة السنغافورية معهم بالمساواة بين جميع الأديان بغض النظر عن الجنس واللون والعرق»، مؤكداً «عدم تفضيل دين على آخر». من جهته، أوضح الأمين العام لمنتدى الحقوق المدنية في الهند منصور أغا في محاضرة له عن «الإسلام والتنوع الثقافي» أن «التنوع الثقافي يتجلى في أصالة الهويات المميزة للمجموعات والمجتمعات التي تتألف منها الإنسانية، وكذلك في تعددها وتفاعلها، وتزايد تنوع هذه المجتمعات يوماً بعد يوم، ما يستدعي التفاعل المنسجم والرغبة في العيش المشترك بين الأفراد والمجموعات ذات الهويات الثقافية المتعددة والمتنوعة». ... وتبرز ما تقوم به من جهود لخدمة القضايا البيئية العربية بدأت في مقر جامعة الدول العربية أمس أعمال الدورة ال27 لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، بحضور الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي. وأبرز رئيس وفد المملكة إلى أعمال الدورة الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رئيس الدورة السابقة الدكتور عبدالعزيز الجاسر في كلمة افتتاحية لهذه المناسبة أمس «ما تقوم به المملكة حيال التفاعل مع قضايا البيئة على جميع الأصعدة لتنفيذ ما التزمت به في الدورة السابقة إيماناً منها بأهمية العمل العربي المشترك في مجال البيئة»، منوهاً ب«ما تبذله المملكة من جهود لتحقيق أهداف وتطلعات المجلس، سواء من خلال دورها المحلي في تنفيذ توصيات المجلس أم من خلال تعاونها المشترك ودعمها الدائم لمخرجاته». وقال «نحرص دائماً على القيام بالعديد من الدراسات البيئية وتحديث الأنظمة واللوائح الخاصة بحماية البيئة وزيادة التفاعل مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، والمؤسسات العلمية وإقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل المتعلقة بقضايا البيئة وحمايتها». وأبان أن الاجتماع سيناقش عدداً من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، ومنها متابعة القرارات الصادرة عن الدورة السابقة للمجلس، وأهمها الاطلاع على مجريات الإعداد والتحضير لتوقعات البيئة العربية، وآلية الاقتصاد الأخضر في الدول العربية والتعامل مع قضايا المناخ والتحرك العربي في المفاوضات المتعلقة بها، وجائزة مجلس وزراء البيئة لعام 2016. وأوضح أن المجلس سيستعرض أيضاً الاستراتيجية العربية للحد من الكوارث وسير عمل آلية التنسيق بين الأجهزة العربية المعنية بالكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ ومشروع الأحزمة الخضراء في أقاليم الوطن العربي، فضلاً على متابعة الاتفاقات والاجتماعات الدولية المعنية بالبيئة. وأكد الجاسر أن «المسؤولية تتزايد للإعداد والتحضير للتقرير الثاني لتوقعات البيئة العربية والتربية من أجل التنمية المستدامة والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث والتحضير العربي للدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، ومتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة ومبادرة التنمية المستدامة في المنطقة العربية، ومؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة (ريو+20) التي تتطلب موقفاً حازماً وموحداً من دون إبطاء». ودعا رئيسة سلطة جودة البيئة بدولة فلسطين المهندسة عدالة الأتيرة إلى ترؤس الدورة ال27.