أعلن أمس ان السعودية ستضيف منتصف الشهر المقبل مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية وشدد الرئيس باراك اوباما على رحيل الرئيس بشار الاسد لانهاء النزاع المستمر منذ نحو خمس سنوات في وقت اشترط الرئيس السوري «هزيمة الارهاب» واستعادة كامل الاراضي قبل التزام الجدول الزمني المقترح لاجراء انتخابات ما عكس تباينا عن الموقف الروسي الداعم لبيان فيينا اضافة الى شن القوات النظامية غارات مكثفة على الغوطة الشرقيةلدمشق بالتزامن مع مفاوضات برعاية روسية لعقد هدنة مع المعارضة. وذكرت قناة «العربية» مساء أمس ان السعودية ستضيف مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية بعد أيام على البيان الوزاري ل «المجموعة الدولية لدعم سورية» بمشاركة روسيا والولايات المتحدة ونص على جدول زمني ينص على تشكيل حكومة انتقالية خلال ستة اشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهرا، على ان يعقد لقاء بين ممثلين عن النظام والمعارضة بحلول بداية العام. وكانت مصادر قالت ل «الحياة» ان روسيا اعدت قائمة ب 38 شخصية معارضة، مقابل 15 مرشحاً سمتهم اميركا اضافة الى قائمة عربية ضمنت 25 مرشحاً ل «الهيئة الانتقالية» بينهم نائب الرئيس السابق فاروق الشرع. واشارت الى تأكيد داعمي سورية وجوب توفير ضمانات بنجاح مؤتمر المعارضة وتشكيل وفد مشترك للتفاوض مع النظام بداية السنة المقبلة لتشكيل حكومة انتقالية. وقدم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا امس عرضا لاعضاء مجلس الامن والجمعية العامة حول نتائج مؤتمر فيينا والخطط لوقف شامل للنار في سورية، على ان يلتقي قادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في اسطنبول الاثنين المقبل، بعد اجتماعات الهيئة العامة ل «الائتلاف» في اليومين المقبلين. وبدأت بعض الفصائل المعارضة الاستعداد لمرحلة التفاوض، كان بينها اعلان 19 فصيلاً في «الجيش الحر» جنوب سورية تسمية قاسم محمد المطلق «ممثلا سياسيا» لها. وقال اوباما أمس: «لا يمكنني ان اتصور وضعا يمكننا فيه انهاء الحرب الاهلية في سورية مع بقاء الاسد في السلطة»، ذلك بعد ايام على لقائه (اوباما) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في تركيا وظهور بوادر الاقتراب من اتفاق بين الطرفين. وشدد اوباما من مانيلا على ان السوريين لن يقبلوا ببقاء الاسد في السلطة. واضاف: «حتى لو وافقت على ذلك، لا اعتقد ان هذا الامر سينجح». في المقابل، نقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الاسد قوله لمحطة التلفزيون الايطالية الرسمية (راي) ان الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية «يبدأ بعد إلحاق الهزيمة بالارهاب»، مضيفا: «قبل ذلك لن يكون من المجدي تحديد أي جدول زمني.. لأنه لا يمكن ان تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي فيه الارهابيون على العديد من المناطق في سورية»، علما ان النظام يعتبر جميع فصائل المعارضة من الارهابيين وان روسيا اقرت «بيان فيينا». وراى الاسد انه بمجرد تسوية هذه المسالة فان «عاما ونصف العام أو عامين ستكون فترة كافية لأي مرحلة انتقالية». ميدانيا، قتل 12 شخصا واصيب سبعون اخرون جراء غارات جوية لقوات النظام على مدينة دوما، ابرز معاقل الفصائل المقاتلة شرق دمشق، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي اشار الى اصابة «16 شخصا بجروح جراء سقوط قذائف مصدرها مواقع الفصائل على احياء المزرعة والزبلطاني والعدوية في دمشق». وجاء القصف المتبادل بعد الاعلان في وقت متأخر من ليل امس عن مفاوضات بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق بهدف التوصل الى اتفاق على وقف لاطلاق النار. واكد «المرصد» استمرار الاتصالات بين الطرفين في محاولة للتوصل الى اتفاق. واعلن «جيش الإسلام» أحد أقوى جماعات المعارضة المسلحة إنه يدرس اقتراحا لوقف إطلاق النار طرحه وسيط دولي. وافادت صفحة «دمشق الآن» على موقع «فايسبوك» ان روسيا تقوم بالمفاوضات مع قادة بالمعارضة، مضيفة ان المعارضة طلبت أن تكون مدة الهدنة 15 يوما، لكن الطلب رفض في الوقت الجاري وإنه لم يطرأ أي تغيير على العمليات العسكرية في المنطقة. وفي تأكد الدور الروسي في الهدنة وتعرض دوما لقصف من قوات النظام، فان ذلك يدل الى بوادر خلافات بين موسكوودمشق.