كشفت دراسات تم فيها قياس مناعة الجسم قبل جراحة استئصال اللوزتين بستة أشهر وبعدها، أن المناعة متساوية، إذ تتشكل مكان اللوزتين أنسجة لمفاوية أخرى تتولى مهمة صدّ الجراثيم ومنعها من السير على هواها. واللوزتان هما عقدتان لمفاويتان تقعان في أعلى الحلق في القسم الخلفي من الفم، ويمكن رؤيتهما بوضوح عند فتح الفم، وهما تتوليان في الحال العادية قنص الميكروبات من الفيروسات والجراثيم ومنعها من الدخول الى الجسم. ويتسبّب التهاب اللوزتين بالمعاناة من عوارض مزعجة، مثل ألم شديد في الحلق، صعوبة في البلع، وارتفاع الحرارة، وقد يحصل الغثيان والتقيؤ، إلى جانب علامات أخرى يكشفها الطبيب الفاحص، مثل تضخّم اللوزتين واحمرارهما، وتضخّم العقد اللمفاوية في الرقبة. والتهاب اللوزتين ليس بالمرض السهل، إذ إنه في بعض الحالات قد يكون مهلكاً للغاية، وقد تترتّب عنه مضاعفات خطيرة، أهمها روماتيزم القلب الذي يضرب صماماته، ما ينعكس سلباً على وظيفة القلب. وعندما يصبح التهاب اللوزتين متكرراً، فإن فكرة استئصالهما تصبح على بساط البحث مع الطبيب المختصّ من أجل تجنّب المضاعفات الخطيرة التي تتمثل في الإصابة القلبية وامتداد الالتهاب الى المناطق المجاورة ليشكّل خراجاً حول اللوزة، أو الى المناطق البعيدة، كالكلية والكبد، وقد يتعرّض الطفل المصاب للجفاف بسبب قلة التغذية لعدم مقدرته على البلع. واستئصال اللوزتين لا يقتصر على الأطفال فقط، بل يمكن أن يجرى للمتقدمين في السن، مع الأخذ في الاعتبار أن أي التهاب في الحلق لا يعني التهاباً في اللوزتين، وهذا الأمر لا يمكن البتّ فيه إلا بواسطة الطبيب المختص في أمراض الأذن والأنف والحنجرة.