يصاب الكثير من أطفالنا بالتهاب اللوزتين الذي يضعف مناعتهم وقدرتهم على مقاومة هذا المرض الذي رغم بساطته، إلا أنه خطير جدا ويسبب أمراضا كثيرة، منها أمراض القلب والكلى والأذن الوسطى وروماتيزم العظام، كما أنه يتسبب في التبول اللاإرادي أثناء النوم للأطفال الذين يصابون به. ولتفادي المريض المشاكل الصحية والمضاعفات يقول استشاري طب الأطفال في المستشفى السعودي الألماني الدكتور محمد جميل أبو العلا: إن اللوزتين هما خط الدفاع عن الجسم من الميكروبات، التي تهاجمه وهي توجد في مؤخرة الفم على جانبي البلعوم، ومغلفتان بغشاء مخاطي وهما عبارة عن غدد ليمفاوية وهي جزء من الجهاز المناعي والجهاز الليمفاوي الذي يصنع الأجسام المضادة التي تهاجم أي مرض يصيب الجسم. وأوضح الدكتور أبو العلا أن أعراض مرض التهاب اللوزتين متعددة أهمها: التهاب في الحلق مصاحب له ارتفاع في درجة الحرارة، وصعوبة في البلع وضيق في التنفس وغثيان وإرهاق وإجهاد صحي عام للطفل وآلام في المفاصل عندما تكون الإصابة شديدة. وأكد أن الأطفال هم الأكثر عرضة لهذا المرض، لأن مع التقدم في السن تضمر اللوزتان، حتى لو حدث التهاب فيهما يزول بالعلاج، وأن السن الذهبية للحمى الروماتيزمية 5 15 سنة، وقد تحدث للمريض عدة مرات خلال حياته وذلك لأن الحمى الروماتيزمية لا تترك مناعة طويلة الأجل بعد علاجها ولا يوجد مصل أو لقاح لها. وبين الدكتور أبو العلا أن اللحمية لها علاقة وثيقة باللوزتين، حيث إن اللحمية توجد تقريبا في نفس المنطقة خلف الأنف، فالتهاب اللوزتين يؤثر على اللحمية وتتضخم فيفضل إذا كان فيه استئصال للوزتين تستأصل اللحمية كذلك. و أوضح أن اللوزتين لهما فوائد كثيرة منها أنها تعتبر "فلترا" حيويا لحماية الجسم من الميكروبات، وتعمل اللوزة كبوابة لحصر الالتهابات عند مدخل الحلق بدلا من انتشارها في الجهاز التنفسي، كما تشارك في تخليق بعض كرات الدم البيضاء المسؤولة عن محاربة الميكروبات، وفي نفس الوقت تقوم بعمل الأجسام المضادة المنتشرة في الجسم لمحاربتها. وشدد الدكتور م حمد أنه قبل الأخذ بقرار الاستئصال لابد للطبيب المعالج من أن يعمل مقارنة بين فوائدها للجسم وخطورتها في بقائها على المريض. وأشار الدكتور أبو العلا أن من ضمن الأخطار والمضاعفات التي تحدث أثر التهاب اللوزتين واللحمية، أمراضا في القلب وهذا بسبب "الميكروب السبحي" المسبب لالتهاب اللوزتين، مما يؤدي لحدوث الحمى الروماتيزمية، والتي بدورها تمتد إلى القلب وتؤثر على صماماته عن طريق الأجسام المضادة التي تهاجم الميكروب السبحي. وفي نفس الوقت تقوم بفعل آخر وهو مهاجمة القلب والمفاصل معا، حيث يحدث تورم والتهاب بالمفاصل، مثل الركبة، ويرجع هذا إلى عدم قدرة الطفل على المشي والحركة كعادته الطبيعية وينتقل الالتهاب من مفصل إلى آخر. وأضاف استشاري طب الأطفال، أن أسباب المرض باللوزتين هو عن طريق العدوى من شخص مصاب بالالتهاب إلى شخص آخر طبيعي عن طريق النفس والتلامس، واستخدام الأدوات الشخصية لشخص مصاب، والوجود في الأماكن المزدحمة، وضعف المناعة هو سبب أيضا للعدوى بالمرض. وشدد الدكتور أبو العلا أن "العلاج لا بد أن يأخذ بانتظام وبالجرعات المحددة حسب وزن وسن المريض، وأيضا لا بد أن يأخذ العلاج في المدة المحددة، و تتراوح ما بين "أسبوع إلى أسبوعين" وذلك لشدة الالتهاب.وإذا كانت العدوى بكتيرية فهنا يأخذ مضادا حيويا بدوره الكبير في علاج هذا النوع من العدوى البكتيرية، حيث يعمل على تقليل فترة الالتهاب ويساعد الجسم في التخلص من البكتيريا، وأكثر المضادات الحيوية استخداما هو "البنسلين"، كما يستخدم خافض للحرارة ومسكن للألم للتقليل من أعراض المرض والراحة التامة أثناء فترة العلاج". وأكد الدكتور أبو العلا أن الوقاية لا بد منها في أي مرض يتعرض له أي شخص، والوقاية من التهاب اللوزتين هي: عدم شرب المشروبات الباردة، تفادي نزلات البرد بعدم التعرض لتيارات الهواء الباردة، تجنب العدوى بالتهاب اللوزتين عن طريق الابتعاد عن الأماكن المزدحمة والمخالطة بالمصابين، استعمال الأدوات الشخصية كلا على حدة، وتناول العلاج المناسب الذي يوصي به الطبيب وأن تأخذ الجرعات كاملة للقضاء على الميكروب تماما. أسباب استئصال اللوزتين • تحول الالتهاب إلى خراج على اللوزتين. • التهاب مزمن بالأذن الوسطى ووجود ارتشاح بها. • وجود إفرازات مخاطية شبه دائمة من الأنف، ضخم اللحمية وغلق فتح قناة "إستاكيوس" مما يتسبب في حدوث التهابات. • عدم الاستجابة لأي علاج للالتهابات، مثل المضادات الحيوية. • تكرار حدوث التهاب اللوزتين من 4 إلى 5 مرات في السنة. • إذا كان الطفل يعاني من رائحة فم كريهة والتي من أسبابها تجمع الأكل في فتحات اللوزتين. • عندما تصبح اللوزتان بيئة صالحة لتكاثر الميكروبات والتي يصعب على المضادات الحيوية أن تقضي عليها. • إذا كان يوجد تضخم في إحدى اللوزتين يعوق بلع الطعام.