استنفرت القاهرة أمس لإنهاء تجهيزات انطلاق المرحلة الأخيرة من الانتخابات النيابية التي تجرى وسط مخاوف أمنية، لاسيما في شبه جزيرة سيناء، في وقت يراهن الحكم والمتنافسون على نسب إقبال مرتفعة لتعويض معدلات الحضور المتدنية التي شهدتها المرحلة الأولى. وتشمل المرحلة الثانية 13 محافظة هي القاهرة، والقليوبية، والدقهلية، والمنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، والشرقية، ودمياط، وبورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء، وجنوب سيناء. ويبلغ عدد الناخبين في هذه المحافظات 27 مليوناً. وأعلنت السلطات المحلية انتهاء جميع استعدادات الاقتراع، وتوفير أماكن إقامة للقضاة ومستلزمات العملية الانتخابية كافة، كما دشنت غرفة عمليات مركزية لمتابعة الاقتراع، فيما شكلت اللجنة المشرفة على الانتخابات لجاناً قضائية لمعاينة مقار اللجان الفرعية والعامة، للتأكد من ملائمة المراكز الانتخابية واستعدادها للاقتراع. وأوضحت أن «المراجعة ستشمل الإجراءات التأمينية والخدمية التي تضمن خروج العملية الانتخابية في شكل مشرف كملاءمتها كبار السن وذوي الحاجات الخاصة، وإقامة القضاة المغتربين، إضافة إلى التأكد من كون مراكز الانتخاب في الأدوار الأرضية في جميع الدوائر الانتخابية لكبار السن، لتسهيل عملية الدخول والخروج منها». وأكدت وزارة الداخلية «إعداد خطة أمنية وتنظيمية متكاملة بالتنسيق مع قوات الجيش لاستكمال الاستحقاق الثالث من خريطة الطريق». وتعهدت «توفير المناخ المناسب لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وآمنة والوقوف على مسافة واحدة من المرشحين كافة، والعمل على توفير أوجه الدعم اللوجيستي اللازم للتيسير على الناخبين كافة». وأشارت إلى أن «دور أجهزة الأمن ينحصر في تأمين المقار الانتخابية ومحيطها من الخارج والطرق المؤدية إليها والتيسير على المواطنين للوصول إليها من دون دخولها أو التدخل مطلقاً في مجريات العملية الانتخابية». وفي ما يخص الاستعدادات الأمنية في سيناء، أفاد مصدر أمني بالانتهاء من خطة تأمين الانتخابات هناك، مشدداً على أن «لا نية لإرجاء أو إلغاء الانتخابات في شمال سيناء، والأوضاع الأمنية أكثر هدوءاً في المنطقة». وأشار إلى «تزويد مديرية أمن شمال سيناء بأعداد كبيرة من قوات الأمن للمشاركة في تأمين الانتخابات، سواء قوات الأمن المركزي والدفاع المدني والعمليات الخاصة أو التشكيلات الأمنية والأفراد المسلحون وضباط المفرقعات وأجهزة الكشف عن المواد المتفجرة والكلاب البوليسية». وأعلن «إقامة غرفة عمليات في مديرية أمن شمال سيناء وربطها بغرفة عمليات وزارة الداخلية لتلقي أي شكاوى أو بلاغات وفحصها وسرعة التحرك إليها، كما سيتم وضع نقاط أمنية وتمركزات قرب الأماكن التي ستجرى فيها الانتخابات البرلمانية». وأوضح أن «عمليات التأمين ستشمل تعزيز التواجد الأمني خارج اللجان الانتخابية وإجراء عمليات مسح شامل للجان من الداخل قبل إجراء عملية التصويت، ثم وضع خدمات أمنية في الخارج، وتأمين الطرق المؤدية إلى اللجان، فضلاً عن تأمين القضاة المشرفين على الانتخابات وتأمين تحركاتهم حتى وصولهم إلى اللجان وخروجهم بسلام وأمان». وأعلن «نادي قضاة مصر» تشكيل غرفة عمليات تضم أعضاء في مجلس إدارته «للتواصل مع القضاة وأعضاء النيابة العامة المشرفين على الانتخابات»، مشيراً إلى أن «الغرفة بدأت عملها بإخطار المستشارين بأماكن توزيعهم، وتم وضع وثيقة التأمين للقضاة، وطالبت بتكثيف قوات التأمين في رفح والعريش» في شمال سيناء. وكانت بعثة جامعة الدول العربية لمتابعة الاقتراع بدأت أمس نشر متابعيها على المحافظات. وأوضحت الجامعة في بيان إن البعثة التي تترأسها الأمين العام المساعد للجامعة هيفاء أبو غزالة ستضم أكثر من 100 متابع من موظفي الأمانة العامة للجامعة ينتمون إلى 18 جنسية عربية مختلفة. كما ستتابع البعثة انتخابات المصريين المغتربين في 6 دول عبر مكاتبها في موسكو وأديس أبابا ونيروبي وبرلين ونيويورك ونيودلهي، كما ستواصل عملها ومتابعتها للانتخابات في جولة الإعادة، على أن تصدر في نهاية مهمتها تقريراً تفصيلياً يتضمن جميع ملاحظاتها وتوصياتها عن كل مراحل العملية الانتخابية.