يتوقع متابعون أن تؤدي الهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة الماضي، إلى تغيير في الاستراتيجية العالمية لمواجهة التنظيمات المتطرفة والتصدي لها، وصولاً إلى رد عسكري عالمي قوي يطاول تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بعدما ثبت فشل الحملة الدولية التي تقودها واشنطن في القضاء على هذا التنظيم. وتعرضت الولاياتالمتحدة إلى انتقادات اتهمتها بأن سياستها حيال التطورات السورية، سهّلت ل«داعش» وغيره من التنظيمات المتطرفة عملية النمو والتوسع في سورية والعراق، بالإضافة إلى عدم فاعلية استراتيجيتها في التصدي لهذا التنظيم. وأخيراً، خرجت إلى العلم نداءات مطالبة برد عسكري فرنسي ضد التنظيم، بعد هجمات باريس التي أسفرت عن 129 قتيلاً. وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس السبت الماضي، إن فرنسا «في حالة حرب... وستضرب عدوها بهدف تدميره» ، مؤكداً أن «الرد الفرنسي سيكون على مستوى الهجمات الأخيرة». وتابع: «نخوض حرباً على التراب الوطني وفي سورية». وأكدت العضو الديموقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي ديان فاينستاين إنه «اتضح أن استراتيجية (الرئيس باراك أوباما) التي تقوم على شن ضربات جوية محدودة، بالإضافة إلى تقديم الدعم لقوات برية في سورية والعراق ليست كافية لحماية بلادنا وحلفائنا». واعتبر أعضاء في الكونغرس وخبراء في مكافحة الإرهاب أن هجمات باريس ستعزز الآراء المؤيدة لاستخدام المزيد من القوة العسكرية. وأعلن «داعش» مسؤوليته عن هجمات باريس التي تعتبر الأسوأ من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية. يذكر أن الجيش الفرنسي نشر أخيراً 3000 من قواته في دول أفريقية عدة هي النيجر وموريتانيا ومالي وبوركينافاسو وتشاد، في اطار حملته لمحاربة المجموعات المتشددة التي تنشط عبر الحدود مهددة استقرار بلدان أفريقية.