تشير نتائج الانتخابات التي تظهر تباعاً في ميانمار، الى تغيير للمشهد السياسي في البلاد، خصوصاً بعدما تمكّن الشاعر تين ثيت، والذي كان سجيناً سياسياً سابقاً، من التغلّب على الجنرال السابق وأحد أقوى المرشحين واي لوين، الذي كان وزيراً للدفاع في ميانمار قبل بضعة أشهر. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن انتخاب تين ثيت (49 سنة) يُعتبر جزءاً من الانتصار الساحق ل "الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية"، وهو الحزب الذي تقوده داو أونغ سان سو تشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام. وفاز الحزب ب387 مقعداً في البرلمان، فيما لم يحصل الحزب الحاكم المدعوم من المؤسسة العسكرية، إلا على 42 مقعداً فقط. وعلّق تين ثيت على النتائج قائلاً: "إن الاقتراع أقوى من الرصاص". وذكرت الصحيفة الأميركية أن تين لاحظ قبل النتائج أن الإقبال على الانتخابات كان كبيراً، وكان ينتظر النتيجة ليثبت مدى تقدّم البلاد في النزاهة، التي لديها تاريخ طويل في تزوير الانتخابات. وعلى رغم فوز تين الكبير في الانتخابات، إلا أن خصمه الجنرال واي وين، طالب بإعادة فرز الأصوات. وقال تين الذي يخشى الأسوأ، أنه تلقى مساعدة من اثنين من المحامين، أكدا له أن القوانين في البلاد لا تسمح بإعادة فرز الأصوات إلا إذا كان هناك تعادل. وعبّر واي وين في مقابلة، عن حزنه بسبب الخسارة، لكنه اعترف بهزيمته. وأكد أنه طلب إعادة فرز الأصوات، لكنه لم يتّصل في شكل مباشر برئيس لجنة الانتخابات. وقال: "أنا لست غاضباً، لأنهم رفضوا طلبي استناداً إلى القانون". وأضاف: "فقدت صوت الشعب. أعتقد أن جميع من صوّت لي هم من أفراد الأمن والشرطة". وأشارت صحيفة «ميانمار تايمز»، الى «غضب من بطء» فرز الأصوات، ما يثير تساؤلات تطاول لجنة الانتخابات، علماً أن نسبة الاقتراع بلغت 80 في المئة من 30 مليون ناخب. لكن في بلد اعتاد على بطء العمل في كل المجالات، خصوصاً في الإدارات، ينتظر الشعب النتائج، فيما يتجمّع أنصار سو تشي أمام مقر حزبها في يانغون، في أجواء احتفالية. ومع إنجاز فرز الأصوات تدريجاً، فاز حزب «الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية» ب78 من 88 مقعداً عُرفت نتائجها، في مقابل خمسة ل «حزب اتحاد التضامن والتنمية» الحاكم. كما أظهرت نتائج رسمية تقدماً ساحقاً ل «الرابطة» في انتخابات المجالس الإقليمية، بنيلها 97 من 107 مقاعد أُعلنت نتائجها، في مقابل ثلاثة مقاعد للحزب الحاكم. وكانت «الرابطة» رجّحت فوزها بأكثر من 70 في المئة من المقاعد، لكن سو تشي رفعت النسبة الى نحو 75 في المئة، واعتبرت أن الانتخابات التي نُظمت الأحد كانت «حرة الى حد كبير»، مبدية أسفها لعمليات «ترهيب» محدودة. وكان وزير الإعلام في ميانمار يي هتوت، أعلن أن أوباما «اتصل بالرئيس ثين سين لتهنئته وتهنئة الحكومة على نجاح تنظيم انتخابات تاريخية حرة ونزيهة»، مرحباً ب «إصلاحات شجاعة» أجرتها الحكومة.