شهد حرم جامعة ميسوري الأميركية أجواء توتر عنصري طوال أيام الأسبوع المنصرم بفعل تهديدات إرهابية على ال «سوشال ميديا» استهدفت الطلاب ذوي الأصول الأفريقية الذين كانوا يحتفلون بما اعتبروه نصراً للحركة الطالبية الأميركية ولحركة الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة بعد إجبار رئيس الجامعة على الاستقالة من منصبه بسبب لا مبالاته تجاه ممارسات عنصرية ارتكبتها مجموعات طالبية من الأميركيين البيض في الحرم الجامعي خلال الأشهر الأخيرة. وأعلنت شرطة مدينة كولومبيا في ولاية ميسوري اعتقال الشاب الأبيض هانتر بارك (19 سنة)، وهو طالب في فرع آخر للجامعة، بعد نشره تهديدات إرهابية على حسابات متعددة على تويتر وفايسبوك قال فيها إن الطلاب السود المخيمين في حرم جامعة ميسوري سيتعرضون لإطلاق نار. كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إشاعات عن وجود خلايا من جماعة «كوكلوكس كلان» المعادية للسود في حرم الجامعة. وقد أعلن رئيس الجامعة الاثنين الماضي استقالته من منصبه بعد تهديد 31 لاعباً من أصول أفريقية في منتخب الجامعة لكرة القدم الأميركية بمقاطعة مباريات الدوري العام للعبة إذا لم يتنحَّ رئيس الجامعة، ما يعني خسارة صندوق جامعة ميسوري ملايين الدولارات. التحرك الطالبي الذي انطلق قبل نحو شهرين قادته مجموعة من الطلاب الملونين تطلق على نفسها اسم «ستيودنت كونسرن 1950» في إشارة إلى أول طالب أسود انتسب إلى جامعة ميسوري عام 1950 بعدما كان ذوو الأصول الأفريقية ممنوعين من الانتساب إلى جامعات البيض، فيما أصبح الطلاب الملونون يشكلون اليوم نسبة أكثر من 25 في المئة من طلاب الجامعة البالغ عددهم 35 ألفاً. على رغم ذلك تصاعدت حدة الانتهاكات العنصرية في الجامعة من مجموعات من الطلاب البيض المنتمين إلى اليمين المتطرف في الفترة التي أعقبت المواجهات في مدينة فيرغسون في الولاية نفسها العام الماضي بين رجال الشرطة وناشطين مدافعين عن حقوق الأقليات ومناهضين للتمييز العنصري ضد السود، وذلك بعد مقتل الشاب الأسود مايكل براون برصاص رجل شرطة من البيض. في تلك الفترة نظم طلاب الأقليات في جامعة ميسوري تظاهرات تأييد للمحتجين في فيرغسون، كما شاركت مجموعة «ستيودنت كونسرن 1950» في الاعتصامات التي شهدتها المدينة البعيدة نحو 100 ميل عن موقع الجامعة. وساهم قرار الجامعة في أيلول (سبتمبر) الماضي وقف التغطية الصحية عن مجموعة من العاملين في كليات الجامعة في تأزيم الموقف مع انضمام الموظفين المتضررين، وغالبيتهم من السود، إلى حركة الاحتجاجات الطالبية. على أن العنصر الحاسم في إنجاح التحرك الطلابي واستقالة رئيس الجامعة المتهم بالتقاعس والتغطية على الممارسات العنصرية، جاءا بفعل تهديد الرياضيين. وهي ظاهرة تكررت خلال العام المنصرم، بعد مواجهات فرغسون وإطلاق الناشطين عبر ال «سوشال ميديا» في مختلف جامعات الولاياتالمتحدة حملات التنديد بمقتل مايكل براون. وشارك نجوم في كرة السلة والبيسبول والفوتبول الأميركي من ذوي الأصول الأفريقية في حملات «هاندز أب «و»بلاك لايف ماترز» و»واي كانت بريث» التي أطلقت بعد مقتل شاب أسود آخر في نيويورك، بسبب العنف الذي تعرض له عندما أوقفه عدد من رجال الشرطة. وقد سجل «انتصار» ميسوري الطالبي في لائحة إنجازات الحركة الطالبية الأميركية التي شكلت حركة حماية الحقوق المدنية والمنظمات المناهضة للتمييز ضد السود والأقليات عمودها الفقري خلال النضالات التي خاضتها في الستينات والسبعينات من القرن الماضي من أجل حقوق الأقليات وضد الحرب الأميركية في فيتنام. أما الرئيس باراك أوباما كان خلال دراسته الجامعية من الناشطين اليساريين في إطار الحركة الطالبية الأميركية، فقد سارع الناطق باسمه إلى الإعلان عن دعم طلاب جامعة ميسوري ومباركة تحركهم ضد الممارسات العنصرية.