أعلنت الشرطة البريطانية توقيف 50 شخصاً مساء أمس (الخميس) في مواجهات وقعت مع متظاهرين مناهضين للرأسمالية في وسط لندن. وأحرق المتظاهرون سيارة للشرطة وأطلقوا المفرقعات على الشرطيين ورشقوهم بالعبوات الزجاجية، ما أدى إلى سقوط بعض الشرطيين عن أحصنتهم، فيما أصيب عدد من المتظاهرين عندما حاول عناصر قوى الأمن احتواء المسيرة. وأكدت الشرطة توقيف 50 شخصاً لارتكابهم جرائم تشمل التخريب ومهاجمة الشرطة، موضحة أن بعضهم كان "ينوي ارتكاب الجرائم". وصرح قائد شرطة العاصمة بي جاي هارينغتون بأنه "تم نقل عناصر شرطة إلى المستشفى، كما أصيب حصان تابع لقوة الشرطة، فيما تضررت سيارة تابعة لها في الاحتجاج، وهذا الأمر غير مقبول بتاتاً". وأشار إلى أن "المسؤولين عن هذه الجرائم سيساقون أمام القضاء". ووقعت المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين احتجوا أمام قصر باكنغهام ومكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، خلال تظاهرة أطلق عليها اسم "تظاهرة المليون قناع". ونظمت المسيرة السنوية لمناسبة إحياء ليلة "غاي فوكس" في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري من كل عام في بريطانيا تخليداً لواقعة حدثت في عام 1605، وحاول خلالها "غاي فوكس" المتمرد الكاثوليكي مع آخرين زرع متفجرات في مقر البرلمان البريطاني، في ما أصبح يعرف لاحقاً ب "مؤامرة البارود". وهتف المشاركون في مسيرة "الحل هو الثورة" و "لمن الشوارع؟ إنها لنا". وارتدى كثيرون قناع "غاي فوكس" الذي أصبح رمزاً لحركة "أنونيموس" لقراصنة الإنترنت. وسار بعض المتظاهرين في الحي التجاري الرئيسي بلندن حول شارع أكسفورد وحطموا واجهات المحال، في حين أغلقت المتاجر أبوابها. وكانت الشرطة اتخذت إجراءات أمنية مكثفة قبل هذه التظاهرة السنوية التي كانت شهدت العام الماضي أيضاً مواجهات واعتقالات.