أحيت إيران أمس الذكرى ال 36 لاحتلال السفارة الأميركية واحتجاز 52 ديبلوماسياً 444 يوماً، فأحرق متظاهرون أعلاماً للولايات المتحدة وهتفوا «الموت» لها. وهتف متظاهرون «الموت لأميركا» و»لتسقط إسرائيل» و»التغلغل السياسي والأمني محظور» و»لا تسوية ولا استسلام لأميركا»، علماً أن الرئيس الإيراني حسن روحاني تعهد الانفتاح على العالم، خصوصاً بعد الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست. واعتبر المدعي العام الإيراني إبراهيم رئيسي أن «قائمة الفظائع الأميركية طويلة، سواء في الداخل او الخارج، وعلى الولاياتالمتحدة ان تُحاسَب على فظاعاتها أمام القضاء». وانتهز التظاهرة لتأكيد إعلان سابق عن اعتقال استخبارات «الحرس الثوري» صحافيين، في اطار «حملة على شبكة تغلغلت في وسائل الإعلام والفضاء الإلكتروني»، مشيراً الى «اعتقال جواسيس وكتّاب جنّدهم الأميركيون». وأضاف: «لم نسمح في أي ظرف، بتغلغل الأميركيين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية». وأصدر المشاركون في مسيرات «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي»، بياناً أكد أن «أميركا تبقى الشيطان الأكبر»، داعين المسؤولين الإيرانيين الى «عدم التغافل عن الأعداء الأساسيين، خصوصاً اميركا الحاقدة». وشدد البيان على «ضرورة الالتزام الكامل بالشروط والملاحظات الإستراتيجية والثاقبة لقائد الثورة (علي خامنئي) في ما يتعلّق بتطبيق الاتفاق النووي»، منبّهين الى أن أي تقصير في هذا الصدد سيُعتبر «تغافلاً عن المصالح الوطنية وتضييعاً لحقوق الشعب الإيراني». ودعا البيان الى «تسريع العمل بسياسات استراتيجية الاقتصاد المقاوم» التي رفع خامنئي لواءها، كما حض المسؤولين الإيرانيين على «نبذ الخلافات الداخلية وعدم التغافل عن الأعداء الحقيقيين، لا سيّما الأحقاد الأميركية، والذود عن مبادئ الجمهورية الإسلامية ومصالحها، عبر تجاهل المناورات الظاهرية للعدو الماكر، وسد الطريق امام أي تغلغل له في البلاد». واعتبر روحاني ان يوم 4 تشرين الثاني (نوفمبر) يشكّل «مصدراً للتحوّل التاريخي في ايران، ادى الى بلورة أسس استقلال البلاد ومقارعة الثورة للاستكبار»، مضيفاً انه «يُعتبر مؤشراً إلى طريق المقاومة والصمود امام اطماع الأجانب ومؤامراتهم». وشدد على أن «الشعب الإيراني يعلن أنه يصون النظام الإسلامي ويحافظ على انجازات الثورة، بصموده ووحدته ويقظته الوطنية وإرشادات قيادته الحكيمة». ونبّه الى وجوب «الامتناع عن استغلال هذه الأيام التاريخية، لأغراض فئوية، لأن ذلك يؤذي الثورة والوحدة الوطنية»، وتابع: «يعلم الشعب الإيراني جيداً معنى التغلغل والاستكبار وسلوك اميركا الخاطئ تجاه ايران وشعبها، ويدرك جيداً المصالح الوطنية ومستقبل البلاد، وعلينا مكافحة اي تغلغل للأجانب، في شكل حقيقي وجدي». اما الناطق باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت فرأى ان 4 تشرين الثاني «هو يوم تاريخي»، وزاد: «لن ننسى مسؤولية اميركا في دعم الشاه وجرائمه، وسنحافظ على حقدنا وكراهيتنا ازاء هذا السلوك، وعلينا ان نكتسب مناعة امام اميركا، مثل جميع الإيرانيين المهتمين بالمصالح الوطنية وأمن الشعب الإيراني».