ينهي 50 ألفاً من ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الإيراني اليوم مناورات عسكرية في طهران اعتبرها مراقبون تدريباً على قمع احتجاجات شعبية. تزامن ذلك مع تحذير «الحرس» الرئيس حسن روحاني ضمناً من المسّ ب»أدبيات الثورة»، متحدثاً عن «سطوعها في كل الأراضي الإسلامية». وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن مناورات «اقتدار ثأر الله» هدفها «رفع الجاهزية والاستعدادات الدفاعية لمواجهة أي عدوان على البلاد»، مشيرة إلى أنها «تتضمن عمليات جوية، بما في ذلك إنزال وهبوط ونقل قوات جواً». وقال الناطق باسم المناورات الجنرال ناصر شعباني إن 65 طياراً من «الباسيج» يشاركون فيها، مضيفاً أن هدفها «إثبات قدرة قوات الأمن على ضمان أمن البلاد». وحض أفراد «الباسيج» على استخلاص العبر من «تجارب الماضي»، في إشارة كما يبدو إلى دورهم في قمع احتجاجات تلت انتخابات الرئاسة عام 2009. وكان قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري قال إن الهدف من المناورات هو «تطوير دقة الإصابة في الصواريخ الباليستية، ورفع جاهزية القوات المسلحة وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة». أما الجنرال حسين سلامي، نائب جعفري، فاعتبر أن «الشعب الإيراني تمكّن، بصبره وصموده، من إفشال استراتيجية العدو المتمثلة بالعقوبات والتهديد بالخيار العسكري»، متوعداً ب«قطع اليد التي تلجأ إلى الخيار العسكري ضد إيران». ورأى أن «مؤيدي الاتفاق النووي ومعارضيه في أميركا، أعداء للشعب الإيراني»، مشدداً على أن «الاقتصاد الإيراني لن يخضع لسلطة الاستكبار ولن يفرش سجاداً أحمر تحت أقدام مسؤوليه». وتابع: «تجمّعنا الآن لنقول نحن صامدون إلى النهاية. لن نسمح بتغلغل الأفكار الغربية في جسد المجتمع، ونطالب جميع المسؤولين السياسيين بصوغ أقوالهم وأفعالهم بمعنويات عالية وبخطى ثابتة، وارتكازاً إلى أدبيات الثورة، كما أوصى قائدها» علي خامنئي. ورأى سلامي أن «موازين القوى تتغيّر لمصلحة المسلمين» في العالم، وزاد: «نشهد سطوع الثورة (الإيرانية) في كل الأراضي الإسلامية التي تحوّلت ساحة مقاومة ضد الاستراتيجية الأميركية، وهذا الواقع سيرسم الملامح الجيوسياسية لمستقبل العالم والمنطقة». وتابع أن إيران «ستواصل وتيرة التقدّم العلمي والتقني، لتتحوّل ركيزة للحضارة الإسلامية». وحذر قائد «الباسيج» الجنرال محمد رضا نقدي من أن «تبادل الزيارات مع الغرب لن يقود إيران إلى النجاح»، مضيفاً: «تواجه إيران الآن حرباً اقتصادية وثقافية، وواجبنا الصمود». رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية على أكبر صالحي الذي تابع المناورات، اعتبر أن «دعم الباسيج والشعب الإيراني مكّننا من الصمود أمام الاستكبار العالمي وفرض مطالبنا عليه». ولفت علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لخامنئي، إلى أن «إيران لم تأمل أبداً بنيات حسنة من أميركا، لأن ماضيها طيلة الثورة لم يكن جيداً». وأضاف: «حافظت إيران خلال المفاوضات (النووية) على مصالحها الوطنية والمشروعة، وإذا تحقق إنجاز، فإنه لم يكن ناتجاً من عمل الأميركيين، بل حصيلة لجهود أفراد اتخذوا تدابير جدية في المفاوضات». واعتبر أن «الولاياتالمتحدة كانت وما زالت العدو الرقم واحد لإيران». وكان مجلس خبراء القيادة اختتم اجتماعاً ببيان دعا إلى «اليقظة في مواجهة تغلغل الأعداء ونفوذهم، وتجنّب القضايا الهامشية والحفاظ على قيم الإمام (الخميني) ومبادئه، والثورة» الإيرانية. ولفت إلى «زعامة» خامنئي في «التصدي للمؤامرات والفتن الداخلية والخارجية».