تشهد محافظة صفاقسالتونسية للأسبوع الثالث على التوالي، إضراباً يقوم به أنصار إمام جامع عُزل أخيراً. ويمنع المحتجون الإمام الجديد من اعتلاء منبر الجامع وأداء صلاة الجمعة. وكانت وزارة الشؤون الدينية في تونس عزلت في 12 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إمام جامع اللخمي في صفاقس رضا الجوادي، وعدداً من الأئمة الآخرين، لأسباب تتعلق ب "مخالفة التراتيب المسجدية"، وفق ما ذكرت وكالة "تونس أفريقيا للأنباء". وخرج مرتادو الجامع في تظاهرات، وقاموا بتوقيع عريضة تطالب السلطات التونسية بإعادة الشيخ الجوادي إلى إمامة صلاة الجمعة، لكن وزارة الشؤون الدينية تمسكت بقرار العزل. وقال وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ، أنه لن يعود عن قراره، ودعا إلى نبذ العنف والتعصّب، مشيراً إلى أنه لا يجوز تعطيل صلاة الجمعة. وأفادت المسؤولة الإعلامية في الوزارة نجاة الهمامي، بأن "الوزارة ماضية في تطبيق القانون في خصوص قرارها المتعلّق بعزل رضا الجوادي، إمام جامع اللخمي بصفاقس"، مطالبة في تصريح نشرته وكالة "تونس أفريقيا للأنباء"، رافضي قرار العزل بالتوجّه إلى القضاء للتظلم، و "الابتعاد من المساجد التي جعلت للصلاة والعبادة، وليس لرفع الشعارات". وانتقدت الهمامي تصرفات المصلّين مع الإمام الجديد، "على رغم ما يتحلى به من اعتدال وعلم"، وطلبت من الأطراف الرافضة "التفهّم والامتثال للقانون". وبعد عزل الإمام الجوادي، تم القبض عليه بتهمة فساد مالي، قبل أن يتم إخلاء سبيله لاحقاً. وقال الجوادي في منشور على حسابه في "فايسبوك" بعد إطلاق سراحه: "نلت شرف التوقيف من أجله سبحانه. وما وقع عليّ من ظلم ما هو إلا حلقة في سلسلة المكائد الخبيثة المستهدفة لكل صوت حرّ، بخاصة إذا كانت له علاقة بالإسلام، فما بالك إذا كان إماماً؟". وأكد أنه "إذا كان مُخرجو هذه المسرحية السخيفة يريدون إرهاب الأئمة الشرفاء وتركيعهم، فإنهم واهمون ولم يستفيدوا من الثورة أيّ درس". وأضاف: "نُطمئن أحرار بلادنا العزيزة أننا سنظل ثابتين على الحق، ولن نفرّط بالنضال السلمي لأجل حقوقنا وحرياتنا الشرعية والقانونية". وكانت وزارة الشؤون الدينية عزلت سابقاً أئمة عدة، أبرزهم الشيخ بشير بن حسن ووزير الشؤون الدينية السابق نور الدين الخادمي، بعد اتهامهم بإلقاء خطب تحرّض على العنف والقتال. واعتبر كثر من أنصار الإمامين أن قرار العزل "عودة إلى الوراء، ورجوع إلى السياسات القديمة التي تقمع رجال الدين وتطوّعهم لصالح السلطة".