فقد النظام السوري السيطرة على مساحات واسعة من البلاد منذ بداية عام 2011، إما لمصلحة المعارضة السورية المسلحة أو لمصلحة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). ولعل أبرز هذه المناطق هي المنطقة الشمالية - الشرقية من سورية حيث منابع النفط وحقوله التي سيطر عليها التنظيم، ما كبّد قطاع النفط خسائر بلغت نحو 50 بليون دولار منذ أربع سنوات. وكان وزير النفط السوري سليمان عباس قال الأربعاء الماضي إن «خسائر قطاع النفط نتيجة الأوضاع التي تعيشها البلاد تجاوزت 50 بليون دولار، متضمنة الخسائر المادية الناجمة عن ضربات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية». وأوضح أن «الخسائر تضمنت ما أسفرت عنه غارات التحالف على آبار النفط والغاز، ومنها بئري الطابية 202 و301، وبئر السيجان 146 في محافظة دير الزور، إضافة إلى استهداف محطة العمر لمعالجة النفط وتصديره، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة، وبخاصة في الأبنية ومعدات الضخ الرئيسة». وذكر عباس أن «الإنتاج وصل في نهاية الربع الثالث من العام الحالي إلى 2.644 مليون برميل جرى تسليمها إلى المصافي، بمعدل إنتاج وسطي 9688 برميلاً في اليوم. وبلغ إنتاج الغاز الخام 4.032 بليون متر مكعب، بمعدل يومي 14.8 مليون متر مكعب». وأضاف أن «كمية الخامات المكررة في مصفاتي حمص وبانياس، وصل إلى 2.970 مليون طن متري، بينما بلغت كمية المشتقات النفطية المنتجة 2.942 مليون طن متري، وبلغت مبيعات المصافي 2.912 مليون طن». وكان آخر الحقول التي سيطر عليها «داعش» حقل «شاعر» في ريف محافظة حمص الشرقي، والذي يحتوي على محطة غاز لتغذية الكهرباء، بعدما قتل عناصر النظام في المحطة وسيطر على آليات ثقيلة وخفيفة داخل الحقل النفطي. وخاض التنظيم معارك ضارية مع الثوار في محافظة دير الزور للسيطرة الكاملة على حقول النفط التي تشتهر بها المحافظة، وبدأت هجماته على حقل «خشام» في الريف الشمالي الشرقي، ومعمل غاز «كونيكو» التابع للحقل، ومن ثم توجه «داعش» إلى حقل «عمر» شرق المدينة في بادية الزرقا، والذي يعد أضخم حقول النفط وأغزرها في سورية. ومد تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطرته على حقول صغيرة قريبة من حقل «عمر»، ثم سيطر على حقل «التيم» الواقع قرب مطار دير الزور العسكري. وفي محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، ما زال التنظيم يخوض اشتباكات مع الأكراد فيها، للسيطرة على حقول النفط، وتتركز السيطرة بنسب متقاربة بين الطرفين. ويسيطر الأكراد على حقول رميلان المتمثلة ب«السويدية» و«حمزة» و«عليان» و«سازايا» و«كراتشوك» و«ليلاك»، وتعد أضخم حقول النفط في سورية وتنتج 100 ألف برميل يومياً، بينما يسيطر «داعش» على حقول «الجبسة»، وحقل «تشرين». يذكر أن تقارير مختلفة أفادت بأن 80 في المئة من حقول النفط في سورية خرجت عن سيطرة قوات النظام وغالبيتها في يد تنظيم «الدولة الإسلامية». وكانت طائرات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة دمرت في 21 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي منشأة نفطية في حقل «عمر» الذي يسيطر عليه «داعش»، ما سيؤثر على قدرة التنظيم المتطرف في الحصول على أموال من مبيعات النفط، وفق المحللين.