أحكمت المعارضة قبضتها على قطاع النفط في سورية بعد سيطرتها أمس على أكبر حقل نفطي في البلاد بالتزامن مع قصف مصفاة النفط في حمص، في وقت اجتمع قادة «الجبهة الإسلامية»، بعد يوم على تشكيلها من كبريات الفصائل المسلحة، مع هيئة اركان «الجيش الحر» برئاسة اللواء سليم إدريس ووزير الدفاع في الحكومة الموقتة أسعد مصطفى ل «تنسيق العمل العسكري الميداني» بين الأطراف الثلاثة. وشن الطيران الحربي غارات على ريف حلب أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن مقاتلي «جبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة سيطروا في شكل كامل على حقل العمر النفطي في دير الزور (شمال شرقي سورية) عقب اشتباكات مع القوات النظامية انتهت بالسيطرة الكاملة على الحقل الذي يُعد أهم وأكبر حقل نفط في سورية وتبلغ طاقته الإنتاجية 75 ألف برميل يومياً». وكان مقاتلو «الجيش الحر» والتنظيمات الإسلامية و «قوات حماية الشعب» الكردي سيطروا في شكل متدرج على آبار النفط والغاز في شمال البلاد وشمالها الشرقي بدءاً من نهاية العام 2011. كما واجه النظام صعوبات بنقل مشتقات النفط عبر الصهاريج والأنابيب من مصادرها إلى مصفاتي حمص في وسط البلاد وبانياس غربها، ما أدى إلى خفض الإنتاج من نحو 400 ألف برميل يومياً إلى 20 ألفاً حالياً، والغاز من 30 مليون متر مكعب إلى 15 مليوناً في اليوم. وقدّرت «المؤسسة العامة للنفط» الحكومية خسائر قطاع النفط بنحو 17.7 بليون دولار أميركي. وجاءت السيطرة على حقل العمر بعد صراع بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و «النصرة» على معمل غاز في دير الزور، إذ إن مقاتلي إحدى العشائر التي بايعت «داعش» اقتحموا المصنع قبل يومين واعتقلوا عناصر الهيئة الشرعية التي كانت قد سيطرت سابقاً على المصنع، أحد أكبر مؤسسات إنتاج الغاز في المنطقة الشرقية ويغذي محطات توليد الكهرباء بالغاز. ويُتوقع تصاعد التنافس بين الفصائل المسلحة على مصادر الطاقة، باعتبار ان النفط والغاز سيكونان مصدراً رئيسياً لتمويلها. ولم يستطع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض حتى الآن الإفادة من قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر الجزئي عن استيراد النفط السوري، الخاضع للعقوبات منذ 2011. وقالت مصادر المعارضة إن الحكومة الموقتة برئاسة أحمد طعمة بحثت أول من امس مع مسؤولين اتراك في كيفية الإفادة من النفط والغاز في شمال سورية قرب الحدود التركية. ميدانياً، أرسل النظام تعزيزات عسكرية إلى أطراف مدينة دير عطية في القلمون في ريف دمشق بعدما سيطر مقاتلو المعارضة عليها قبل يومين. وشن الطيران الحربي صباح امس تسع غارات على مناطق في مدينة النبك والقلمون المجاورة لدير عطية، في وقت لا تزال الطريق الدولية بين دمشق وحمص مقطوعة بسبب المواجهات العنيفة في القسم الذي يربط قارة ودير عطية والنبك قبل الوصول إلى العاصمة. وقال معارضون إن تعزيزات عسكرية انتشرت قرب تمثال كبير للرئيس الراحل حافظ الأسد يطل على الطريق الدولية. وفي شمال البلاد، أفاد «المرصد» بمقتل ما لا يقل عن 44 مدنياً بغارات شنتها طائرات حربية وقصف صاروخي قرب حلب. وأشارت المعارضة إلي أن هذه الهجمات جاءت بعد إعلان أكبر سبع فصائل مسلحة توحدها ب «الجبهة الإسلامية»، حيث عقد قادة التكتل الجديد أمس اجتماعاً للتنسيق الميداني مع «الحر» والحكومة الموقتة. وقال ناشطون إن تفجيرات ضخمة استهدفت امس مقرات عسكرية للنظام و»قوات حماية الشعب» الكردي في مناطق مختلفة في الحسكة في شمال شرقي البلاد. وقالت مصادر مطلعة ان «الائتلاف الوطني السوري» قرر ايفاد وفد الى موسكو للاطلاع على الموقف الروسي، مشيرة الى ان الوفد سيضم الامين العام بدر جاموس ورئيس «المجلس الوطني الكردي» عبدالحكيم بشار وعضوي القيادة نذير الحكيم وعبد الاحد سطيفو ولن يضم رئيس «الائتلاف» احمد الجربا.