ناشدت فصائل إسلامية مقاتلة بينها «جبهة النصرة» امس زعيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أبو بكر البغدادي بالتدخل لحل خلاف مع مقاتلي التنظيم حول السيطرة على حقل للغاز في شمال شرقي البلاد. وطالبت «أحرار الشام» بزعامة حسان عبود و»جبهة النصرة» بزعامة أبو محمد الجولاني و»جيش الإسلام» بزعامة زهران علوش والهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية «البغدادي» بإرسال مندوب ل «التحكيم وفق شرع الله وسننه» في قضية حقل غاز «كونكو» في خشام في شمال شرقي البلاد لتجنب «جر الديار الشامية إلى ما تحمد عقباه» وقطع الكهرباء عن هذه المنطقة. وقالت التنظيمات الأربعة في بيان إن مقاتليها «سيطروا على الحقل وانتزعوه من ايدي اللصوص وتجار الدم، فحصلت بعض الإشكالات مع الإخوة في الدولة الإسلامية علماً أن الحقل لم يكن أصلاً تحت سيطرة أي فصيل أو تشكيل من الفصائل المقاتلة في دير الزور» في شمال شرقي البلاد. وأشار موقع «زمان الوصل» الإلكتروني إلى أن عدداً من الأطراف سعى إلى «حل الإشكال لكن من دون جدوى». وأضاف البيان: «نناشد الإخوة في مجلس شورى الدولة الإسلامية ونناشد الشيخ البغدادي ونأمل منهم بأن يرسلوا مندوباً عنهم والنزول إلى حكم الشرع وفض النزاع وفق حكم الكتاب والسنة. إن النزول إلى حكم الشرع هو الحل الأسلم والأحكم لهذه الأزمة، وبهذا تحقن الدماء وتحمى الثغور ويوحد الصف، وإلا فإن الأمر ينذر بسوء»، مشيراً الى ان قادة الجهات الأربع «يظنون ان الإخوة في الدولة الإسلامية هم اهل لذلك، مع الأمل بالإسراع في ذلك لوأد الفتنة وقطع الطريق على المغرضين لأن الأمر لايحتمل التأخير». وكان مقاتلو «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية اخرى سيطروا الأسبوع الماضي في شكل كامل على حقل العمر النفطي في دير الزور عقب اشتباكات مع القوات النظامية انتهت بالسيطرة الكاملة على الحقل الذي يُعد أكبر وأهم حقل نفط في سورية وتبلغ طاقته الإنتاجية 75 ألف برميل يومياً. وأصبحت السيطرة على حقول النفط والغاز مجالاً للصراع بين الكتائب المقاتلة خصوصاً بين «داعش» و«النصرة». وسبق ذلك قيام مقاتلي إحدى العشائر التي بايعت «داعش» باقتحام مصنع للغاز قبل ايام واعتقلوا عناصر الهيئة الشرعية التي كانت قد سيطرت سابقاً على المصنع الذي يعتبر أحد أكبر مؤسسات إنتاج الغاز في المنطقة الشرقية ويغذي محطات توليد الكهرباء بالغاز. ونتيجة سيطرة المعارضة على آبار النفط والغاز في البلاد، انخفض إنتاج النفط من حوالى 400 ألف برميل يومياً إلى 20 ألفاً والغاز من 30 مليون متر مكعب إلى 15 مليوناً في اليوم. وقدّرت «المؤسسة العامة للنفط» الحكومية أن الخسائر المباشرة وغير المباشرة في قطاع النفط بحوالى 17.7 بليون دولار أميركي.