ودّع لبنان أمس، رجل الأعمال انطوان شويري، في مأتم رسمي وشعبي حاشد أقيم في كاتدرائية مار جرجس للموارنة في وسط بيروت ترأسه النائب البطريركي العام رولان ابو جودة ممثلا البطريرك الماروني نصرالله صفير، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ ممثلا الرئيس ميشال سليمان، النائب انطوان زهرا ممثلا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الوزير طارق متري ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري، رئيس حزب «الكتائب» الرئيس السابق امين الجميل، رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع، النائب هنري حلو ممثلا رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، العميد الياس الخوري ممثلا وزير الداخلية زياد بارود، العميد الياس سعادة ممثلا مدير عام الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشيا وعدد كبير من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وشخصيات لبنانية وعربية رسمية وديبلوماسية وسياسية ودينية وعسكرية ووفود من دول العربية. وكان موكب جثمان شويري انطلق من مستشفى أوتيل ديو في حضور العائلة والأصدقاء وتوجه الى محطة وداعه الأولى أمام مدرسة الحكمة الأشرفية حيث كان في استقباله طلاب المدرسة الذين رموا الورود البيض على النعش، الذي حُمل على الاكتاف. وارتفعت في شوارع الاشرفية اللافتات لتوديعه، واقواس النصر. كما أطلقت الالعاب النارية بالتزامن مع مرور النعش. ووصل نعش الراحل الى كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت حيث اقيمت الصلاة عن روحه. ورأس الصلاة المطران أبو جودة ممثلاً صفير بمشاركة متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة ولفيف من الكهنة ثم ألقى أمين سر البطريركية المارونية المونسنيور يوسف طوق الرقيم البطريركي وعدد فيه مزايا الراحل. وقال: «نفذ حكم القضاء في ولدنا العزيز المرحوم أنطوان فكان لنبأ وفاته رنة حزن تجاوبت أصداؤها في قلوب أصدقائه وعارفيه الكثير في لبنان وفي بعض البلدان العربية التي نشر فيها أعماله. وقد رأس مجموعة شركات رائدة في حقل التمثيل التجاري لوسائل الإعلام بلغت 17 محطة تلفزيونية فضائية و11 مطبوعة دورية وسبع محطات إذاعية ما عدا شبكة من اللوحات الإعلانية في دول مجلس التعاون الخليجي. وأسس منذ أربعين سنة شركة لتمثيل وسائل الإعلام التي كانت لها نشرتها في الدول الأوروبية وكانت له نشاطات ناجحة في لبنان ودول الخليج وشركات تعنى بالأفلام السينمائية في البلدان العربية وخصوصاً في المملكة العربية السعودية». وأضاف: «كان على الصعيد الوطني لبنانياً قحاً لا يميز بين لبناني ولبناني وما تردّد يوماً في دعم كل مشروع يعود بالخير على وطنه لبنان وكانت له أيادٍ بيضاء على مجموعة من المؤسسات التربوية في لبنان وعلى كثير من دور الإسعاف والكنائس، ولم يغفل يوماً عن مسقط رأسه بشري ورعى القطاع الرياضي وزار باستمرار المعاهد والمراكز الاجتماعية وصرف بهذه الطريقة العدد الكبير من الشبان عن الموبقات وساعد ذوي الحاجات الخاصة من بينهم الصم والبكم والمقعدين». ثم كانت كلمة لحفيد الراحل أنطوان وأخرى لابنه بيار الذي وعده «بالاستمرار حاملين قضاياه، والحفاظ على عائلته الصغيرة والكبيرة المنتشرة في لبنان والعالم، والحفاظ على ايمانه بلبنان». وغص صالون الكنيسة بالشخصيات معزية، من ابرزها رئيس الحكومة سعد الحريري يرافقه النائب السابق باسم السبع ومستشار مكتبه نادر الحريري ومستشاره الاعلامي هاني حمود. وحمل النعش على الأكتاف قبل أن ينطلق الموكب الى مسقط رأسه في بشري حيث سجي في كنيسة مار سابا، وسط اجواء من الحزن واقفال تام للمحال التجارية والمدارس الرسمية والخاصة. وقدّمت عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية ستريدا جعجع تعازيها باسمها، وباسم القوات وأهالي منطقة بشري». وأعلنت اطلاق اسم انطوان شويري على شارع رئيس في مدينة بشري». وسألت جعجع في كلمتها: «كيف لنا أن نبكي أنطوان شويري الذي أعاد البسمة والفرحة الى اللبنانيين في عز ّ المرحلة السوداء، وزرع سماءهم وعيونهم انتصارات وعنفوانا؟ نعم، كم من الصعب أن أقف اليوم لأتكلم على غياب أنطوان شويري الرفيق والصديق والأب المحب والسند الوفي، لقد تركتنا باكراً أيها الكبير، ونحن في أمس ّ الحاجة الى حضورك وعطاءاتك ورؤيتك الثاقبة». وأضافت: «كيف لي أن أنسى أيها الراحل الكبير كل ما قدمته لنا وللقوات اللبنانية يوم أعتقل صديقك ظلماً؟ فكنت رمز الوفاء والإخلاص والمحبة، صامداً جريئاً لا تهاب الصعاب والتهويل والتهديد». وتجدر الإشارة الى ان نعش الفقيد استوقف في 4 محطات في القضاء في عبدين، حدث الجبة، حصرون وبقاعكفرا حيث استُقبل بنثر الأرز والورود ومن قبل الفرق الموسيقية وأخويات المنطقة. وانتقل بعدها موكب الجثمان الى أول مدخل بشري حيث استقبله رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» ونواب القضاء وفاعليات المنطقة وكل الأحبة والأصدقاء والأهل وحُمل النعش على الأكف وأُطلقت 21 طلقة تكريمية. كما زُيّن النعش ب69 وردة حمراء ترمز الى عدد سنوات عمر الفقيد ووزعت الورود الحمر على جميع المشاركين. ورنمت المطربة باسكال صقر صلاة «الأبانا» باللغة الآرامية. وكان المطران فرنسيس البيسري القى كلمةً عدد فيها مزايا الراحل وأعماله الخيرية واصفاً اياه ب «رجل العطاء».