اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية والكومنولث البريطاني فيليب هاموند، أن تغيّر المناخ «يعتبر تحدياً عالمياً أمام مؤتمر الدول الأطراف الذي سيُعقد في باريس». وشدّد على ضرورة أن «تكون الاستجابة له عالمية». وكان هاموند يتحدث في ندوة خاصة استضافتها «مدينة مصدر» في أبوظبي مساء أول من أمس، حول التعاون الدولي والعمل المشترك لمواجهة تحديات تغير المناخ، والدفع في اتجاه تطوير قطاع الطاقة المتجددة قبيل «مؤتمر الدول الأطراف في اتفاق الأممالمتحدة الإطاري حول تغير المناخ». ولم ينكر تفاؤله ب «إمكان التوصّل إلى اتفاق فعال يسمح بتوحيد الجهود، ويتيح فرصاً متساوية أمام الدول للتطور والنمو المستدام، ويعمل على تشجيع الاستثمار وتعزيز الابتكار». وقال: «أعلنت أكثر من 150 دولة عزمها خفض الانبعاثات المضرّة تدريجاً، ولا تقتصر هذه التعهدات على الدول المتقدمة فقط، بل تشمل أيضاً الدول ذات الاقتصادات الناشئة التي تخطو بفعالية لتأمين مستقبل طاقة مستدام وآمن يضمن الرخاء والتقدّم لها». وأشاد هاموند ب «التزام الإمارات تحقيق الأهداف الجريئة التي حددتها»، لافتاً إلى أنها «تستثمر في عدد من محطات الطاقة الشمسية الكبيرة في العالم، وتُعدّ في طليعة الدول الداعمة للابتكار في مشاريع، مثل محطات تحلية المياه العاملة بالطاقة الشمسية». وأشار إلى «امتلاكها حصة نسبتها 35 في المئة في مشروع «دادجون» لطاقة الرياح، وأخرى نسبتها 20 في المئة في مشروع «مصفوفة لندن». وتصل استثمارات الإمارات إلى بليون جنيه استرليني في مشاريع طاقة الرياح، ما يجعلها أحد أكبر المستثمرين في هذا القطاع». وأكد هاموند أن الإمارات «بدأت التخطيط لمستقبل ما بعد النفط، على رغم امتلاكها سابع احتياط من النفط والغاز على مستوى العالم، والذي يمكن تصديره على مدى عقود مقبلة». وافتتح وزير الدولة والمبعوث الخاص للإمارات لشؤون الطاقة وتغيّر المناخ سلطان أحمد الجابر، الندوة متحدثاً عن «دور الإمارات عبر شركة «مصدر» والمعهد، في مواجهة تحديات تغير المناخ وتطوير قطاع الطاقة النظيفة. وأعلن أن قدرة إنتاج الكهرباء من الرياح البحرية في بريطانيا «تبلغ 5 غيغاواط، ما يساوي نصف القدرة العالمية». وأوضح أن «مصدر» تساهم في نحو 12 في المئة منها عبر مشروع «مصفوفة لندن»، أكبر محطة لطاقة الرياح البحرية في العالم». وأشار إلى أن بريطانيا «تسعى إلى مساهمة الطاقة المنتجة من الموارد المتجددة بنسبة 15 في المئة من الطاقة الإجمالية بحلول عام 2020». وقال: «نحن ملتزمون دعم هذا النمو من خلال مساهمة «مصدر» في مشروع محطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية بقدرة 402 ميغاواط، بالتعاون مع شركائنا «ستات أويل» و «ستات كرافت». حضر الندوة رئيس إيسلندا أولافور راغنار غريمسون، الذي يشارك في اجتماع لجنة تحكيم «جائزة زايد لطاقة المستقبل»، ومبعوث وزير الخارجية البريطاني لشؤون تغير المناخ ديفيد كينغ، ورئيس الوزراء السابق لكوريا الجنوبية نائب رئيس لجنة التحكيم هان سيونغ سو، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آرينا) عدنان أمين. إلى ذلك، أعلنت لجنة تحكيم «جائزة زايد لطاقة المستقبل»، التي تكرّم رواد الطاقة والتنمية المستدامة في الإمارات، اختيارها ثمانية فائزين ضمن أربع من فئات الجائزة الخمس لدورة عام 2016، وسيُكشف عن أسماء الفائزين وتكريمهم في حفلة خاصة بعد افتتاح «أسبوع أبو ظبي للاستدامة» في 18 كانون الثاني (يناير) عام 2016. وقال غريمسون أن «العدد القياسي من طلبات المشاركة التي تلقتها «جائزة زايد لطاقة المستقبل» في دورتها الحالية، يعكس قوة الجائزة وتأثيرها العالمي». ورأى الجابر أن «تأثير الجائزة في دورتها الثامنة بات أكبر وأوسع، إذ انعكست إيجاباً على حياة 150 مليون شخص حول العالم، من خلال تسهيل الوصول إلى الطاقة والحصول على المياه والغذاء».