افتتحت إمارة "أبو ظبي" مؤخراً مشروع "شمس واحد"، وهو أكبر محطة عاملة بالطاقة الشمسية المركزة على مستوى العالم بجميع المقاييس، لتوليد الكهرباء بكلفة بلغت 600 مليون دولار أمريكي، ومن المفترض أن يؤمن الطاقة الكهربائية لعشرين ألف منزل. وتعمل محطة “شمس" بالطاقة الشمسية المركزة، من خلال تجميع أشعة الشمس بواسطة مئات الآلاف من المرايا، والألواح الزجاجية العاكسة للضوء، التي تتخذ شكل القطع المكافئ، لتعكس أشعة الشمس باتجاه أنابيب مركزية مليئة بالزيت الساخن، ليتم استخدام الحرارة الناتجة بعد ذلك في دورة بخارية لتوليد الكهرباء، وذلك على مساحة توازي 285 ملعب كرة قدم في صحراء المنطقة الغربية بإمارة أبو ظبي، وعلى بعد حوالي 120 كيلو متراً من مركز المدينة. وتقوم الألواح بالتقاط حرارة الشمس لتشغيل مضخات تنتج الطاقة، ما يسمح بتوفير 175 ألف طن من انبعاثات الكربون سنوياً، أو ما يوازي الانبعاثات الصادرة من 15 ألف سيارة، وتشكل الرمال التي يمكن أن تتكدس على الألواح الزجاجية، تحدياً كبيراً لفاعليتها، وهو ما تمت مواجهته باستخدام معدات آلية تقوم بإزالة الرمال المترسبة عليها أوتوماتيكياً. يذكر أنه تم تسجيل "شمس" ضمن "آلية التنمية النظيفة"، وفق بروتوكول كيوتو الملحق باتفاقية الأممالمتحدة بشأن تغير المناخ عام 1992. وتملك شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل "مصدر" أكثر من 60 في المائة من مشروع "شمس 1"، وتتقاسم النسبة المتبقية بين شركتين، إحداهما إسبانية والأخرى فرنسية. وتهدف "الإمارات" إلى أن يكون 17 في المائة من مصادرها للطاقة من الطاقة المتجددة، حيث يوفر مشروع “شمس" 100 ميجا وات من الطاقة الشمسية. وتنفذ "مصدر" أيضاً داخل "أبو ظبي" مشروع محطة “نور 1" للألواح الكهروضوئية في "العين" بالمنطقة الشرقية، من المتوقع الانتهاء منه بحلول عام 2013، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع 100 ميجا وات، فضلاً عن مشروع تطوير محطة لتوليد الكهرباء النظيفة بواسطة الرياح في جزيرة "صير بني ياس"، المحمية الطبيعية الواقعة على بعد 250 كم جنوب شرق العاصمة "أبو ظبي". وتعمل محطة توليد الكهرباء بواسطة الألواح الكهروضوئية في “مشروع مصدر" منذ 3 سنوات بطاقة 10 ميجاوات، حيث ساهمت في منع انبعاث 23.8 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. كما تضم قائمة مشاريع “مصدر" على المستوى العالمي، كلاً من “مصفوفة لندن" لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح البحرية بقدرة 1 ميجاوات، ومحطة لطاقة الرياح في جزر السيشل التي تنتج 6 ميجاوات، ومشاريع “توريسول إنرجي" التي تشمل “خيماسولار" و"فالي 1" وفالي 2" في "أسبانيا"، إضافة إلى معمل "مصدر بي في" في "ألمانيا" لتصنيع الألواح الكهروضوئية الرقيقة، التي تفوق طاقتها المعايير السائدة في هذا القطاع.