نشرت الشرطة الفيديرالية في المكسيك على صفحتها في «فايسبوك» صوراً لما قالت أنه نفق سري يصل الأراضي المكسيكية بالأميركية، ويُستَخدَم لتهريب المخدرات. وأعلنت الشرطة عن اكتشاف مخزون 10 أطنان من المخدرات في النفق والقاء القبض على 16 شخصاً. ونشرت الشرطة صوراً للنفق الذي يربط بين مخبئين، الأول في سان دييغو الأميركية، والثاني في تيخوانا في المكسيك. ويبلغ طول النفق حوالى 2400 قدم وعمقه 30 قدماً، وكان مضاء وفيه تهوية ومزود بسكك حديد، ويعتبر من أعقد الأنفاق وأكثرها تطوراً من بين تلك التي عثر عليها على امتداد الحدود. ويعكس الاكتشاف الأهمية القصوى للأنفاق بالنسبة للمهربين، رغم المال والوقت الكبيرين اللذين يتطلبهما بناء نفق واحد. وكان عثر على عشرات الأنفاق بين الحدود الأميركية - المكسيكية في السنوات الأخيرة، بعضها كان مزوداً بمصاعد هيدروليكية وعربات حديدية كهربائية. وكانت «لجنة الأمن القومي» في المكسيك أعلنت في تموز (يوليو) الماضي، فرار أكبر تاجر مخدرات في البلاد، ويدعى جواكين غوزمان «إل شابو» من سجن شديد الحراسة في وسط البلاد. وألقت قوات الأمن المكسيكية القبض على غوزمان العام الماضي. وكان فرّ من السجن في عام 2001 بعد اعتقاله من قبل في عام 1993. وضبطت السلطات المحلية المكسيكية في تموز (يوليو) الماضي كمية لا سابق لها من معجون الكوكايين الممزوج، من خلال تقنية متطورة جداً، في عبوات من التوت المجلد المستورد من كولومبيا من جانب شركة وهمية. وعثرت شرطة الحدود الامريكية في العام 2010 على نفق يستخدمه مهربو المخدرات بطول ستة ملاعب لكرة القدم يربط بين جنوب كاليفورنيا والمكسيك وألقت القبض على شخصين. وقالت هيئة الجمارك وحماية الحدود الامريكية آنذاك، إن النفق يربط بين مخازن في اوتاي ميسا في كاليفورنيا وتيخوانا في المكسيك، ويبلغ طوله 550 متراً، وكان مزوداً بنظام للسكك الحديدية واضاءة وتهوية. وتشن المكسيك حربا شرسة ضد مهربي المخدرات أودت بحياة أكثر من 85 الف شخص، بحسب ما نشرته صحيفة «هافينغتون بوست»، منذ كانون الأول (ديسمبر) 2006 حين شن الرئيس فيليبي كالديرون حملة على عصابات المخدرات. وتعتبر المكسيك المورد الرئيس لمادة الهيروين إلى سوق الولاياتالمتحدة، وأكبر مورد أجنبي لمادتي الميثامفيتامين والماريجوانا. وزاد إنتاج المكسيك من هذه المواد الثلاثة منذ العام 2005، بحسب وزارة العدل الأميركية، التي ضبطت كميات كبيرة منها على الحدود الجنوبية الغربية. وأشارت تقارير أميركية إلى ان أكثر من 90 في المئة من الكوكايين يعبر الآن المكسيك إلى الولاياتالمتحدة، بزيادة تقدر ب 77 في المئة عن العام 2003. ويقدر مسؤولون حكوميون أن تجارة المخدرات تساهم بما يتراوح بين ثلاثة واربعة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي للمكسيك الذي يبلغ 1.2 تريليون دولار، أي ما يعادل 30 بليون دولار. وكشفت التقارير أن الفساد والضعف في قطاعات القضاء والشرطة في المكسيك سمحت بدرجة كبيرة لتجارة المخدرات بالازدهار. وذكر موقع «انسايت كرايم» ان رجال الشرطة الذين يتقاضون أجوراً زهيدة، يمكن أن يضاعفوا رواتبهم بتعاونهم مع تجار المخدرات عبر قبض الرشى، مقابل أن يتغاضوا عن دخول أو خروج شحنات المخدرات عبر الحدود.