قال شيوخ عشائر من مدينة الشرقاط، آخر معاقل «داعش» في محافظة صلاح الدين، أن التنظيم سمح للسكان بالمغادرة، بعدما تزايد خوفهم من استمرار القصف الجوي الذي يطاولها. وقال الشيخ نعمان الجبوري، من بلدة العلم ل «الحياة»، أن «التنظيم سمح للسكان بالمغادرة شرط البقاء داخل مدن الخلافة، وبدأ عدد من المواطنين بالانتقال إلى الموصل». وأضاف أن «السكان يشعرون بالقلق من القصف الجوي، ومن إجراءات التنظيم التي تتخذ من الأحياء السكنية مراكز عسكرية، لذلك سمح لهم بالخروج ليتلافى الضغط الشعبي». وقال قائممقام الشرقاط علي دودح، ل «الحياة»، أن «أهل المدينة أكثر المتضررين لأنهم عرضة للقصف ولسوء الخدمات، ما يجعلهم في موقف سيئ جداً»، وزاد: «في السابق، لم يسمح للسكان بالمغادرة، ووقعت عمليات إعدام طاولت أشخاصاً حاولوا الهروب». إلى ذلك، قال شيخ عشائري آخر في اتصال هاتفي مع «الحياة»، مفضلاً عدم كشف اسمه، أن «سماسرة على تواصل مع داعش بدأوا ينشطون وسط السكان، مدّعين القدرة على إخراجهم مقابل مليون ونصف المليون دينار، وبعدما يحصلون على ذلك، يتم تسليمهم الى داعش بحجة التعاون مع الحشد الشعبي ومحاولة الفرار». وأضاف أن «مجهولين وزعوا منشورات صباح أمس، فيها أسماء 10 نساء متعاونات في شكل سري مع التنظيم وجهاز الحسبة تحديداً، مهدّدين إياهنّ». من جهة أخرى، بثّت حكومة إقليم كردستان فيديو من 15 دقيقة، يتضمن شهادات محرّرين من سجن «داعش» في الحويجة، وتم إنقاذهم بعملية إنزال جوي أميركية، ويبلغ عددهم 70 شخصاً. وقال أحد الناجين ويُدعى سعد علي، أنه اعتُقل مرتين وتسلّم جثة شقيقه الضابط من دون رأس لدفنها، ومن ثم حددوا موعداً لإعدامه وطلبوا منه أن يكتب رسالة أخيرة إلى ذويه، وبينما كان يكتب الرسالة دخلت القوات الكردية والأميركية الى السجن، فيما قال محمد عبد أن عائلته وأطفاله «يعيشون أوضاعاً صعبة وهم جياع، وعندما أبلغ أعضاء التنظيم بذلك طلبوا مبايعتهم مقابل 60 ألف دينار عراقي وقنينة غاز للطبخ، واشترطوا عليه قتال المرتدّين». وقال معظم الناجين أنهم تعرضوا لتعذيب شديد بالماء والكهرباء والخنق بأكياس، وأدلوا بتفاصيل أخرى عن ضربهم للاعتراف بأنهم على تواصل مع القوات العراقية أو القيام بأعمال منافية لشريعة التنظيم.