أفاد مسؤولون عراقيون بأن حالة من الإرباك تسود صفوف «داعش» في الموصل، إثر الضربات الجوية واستعادة «البيشمركة» بلدة زمار والقرى التابعة لها، فيما اعتقل التنظيم العشرات من مشيعي جنازة ضابط كبير أعدم مع عشرين آخرين، وأخمد تمرداً في أحد أحياء المدينة. وكانت «البيشمركة» الكردية أعلنت سيطرتها على ناحية زمار، شمال غربي الموصل والقرى المحيطة، بعد ساعات من قصف طائرات «التحالف الدولي» تجمعات «داعش، خصوصاً أهمها معسكر الكندي، وأهدافاً قرب سد الموصل. وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوى سعيد مموزيني ل «الحياة» إن «عملية تحرير زمار وقصف أهداف داعش في الموصل أخيراً أحدثا إرباكاً في صفوف التنظيم، ومعلوماتنا تشير إلى أن دفن نحو 125 جثة من عناصره نقلت إلى مستشفيات الموصل، حتى أن بعض الفنادق استقبل عدداً من الجرحى»، وأشار إلى أن «سكان حي الكرامة في الموصل خاضوا مواجهات مسلحة مع مسلحي داعش، وسيطرو على الحي لنحو ثلاث ساعات، وهناك قتلى وجرحى من الطرفين، كما أعدم التنظيم قائداً سابقاً في الشرطة». وأعلن الشيخ محسن الجبوري، وهو من عشائر الجبور أن «داعش اعتقل أكثر من 60 من أبناء العشيرة أثناء تشييعهم جثمان العميد عبد العزيز علي الجبوري في ناحية القيارة». يذكر أن التنظيم أعدم، الجمعة الماضي، الجبوري، وهو المعاون الأمني السابق لمحافظ نينوى، مع 20 آخرين. وكتب المحافظ أثيل النجيفي على صفحته في «الفايسبوك» إن «القصف الأخير وما تلاه من فرار عناصر داعش، يكشفان أن ما عكسه إعلام هذا التنظيم من صورة مخيفة عن نفسه، تحول إلى صورة مهزوزة»، وعلق على عملية إعدام الجبوري قائلاً «انها صورة واحدة لا بد من أن يعلمها جميع الناس أن داعش منظومة تخريب ودمار وقتل ونهب فمن لم يقتله التنظيم اليوم او ينهب ماله، فهو مشروع قتل أو نهب في المستقبل القريب». وذكر موقع حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» أن «تنظيم داعش أعدم السبت ثلاثة صحافيين بعد يومين من اعتقالهم»، وأشار إلى أن «الصحافيين كانوا يعملون سابقاً في قناة سما الموصل». وأكد النائب السابق عن الموصل زهير الأعرجي أمس أن «القصف دفع قادة بارزين في داعش إلى الانسحاب من وسط المدينة إلى جنوبها»، واستدرك أن «بعض عناصر التنظيم من الأجانب والعرب والعراقيين المتعاونين معهم مازالوا في مركز المدينة، يفخخون المنازل والأماكن التي كانوا يتخذونها مقار لهم». وقال رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس نينوى غزوان حامد في تصريح إلى «الحياة» إن «داعش يعاني انهياراً في صفوفه وهبوطاً في المعنويات، خصوصاً بعد الضربات الجوية وتقدم البيشمركة أخيراً»، وأضاف «سجلت خلال الأسابيع الماضية العديد من حالات الفرار لدى عناصر التنظيم من الشباب المحليين الذين غرر بهم، وأقدم التنظيم على إعدام العديد منهم». مشيراً إلى وجود «حالة من النقمة يعيشها سكان الموصل، لكن لا حول لهم ولا قوة، وهم يعانون انقطاع الماء والكهرباء، وبلغ سعر أسطوانة الغاز 50 ألف دينار، و300 ألف لبرميل النفط الذي يستخدم للمدافئ، وسعر البنزين يتجاوز الألفي دينار، وهناك نوعية رديئة غير صالحة للاستخدام تباع ب 500 دينار». وفي تطور آخر اعلنت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «كتيبة اغتيالات الرعد»، ضد تنظيم «داعش»، في مقطع فيديو يظهر فيه عدد من المسلحين، إن «ما يسمى داعش هم أعداء الله والرسول، ونعرفهم فرداً فرداً، وسنعيد العوائل إلى منازلها بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية المذهبية من السنة والشيعة والعرب والأكراد والمسيحيين في مدينة الموصل».