شدّد تنظيم «داعش» اجراءاته الاحترازية في الخطوط الأمامية لمدينة الشرقاط، آخر معاقله في محافظة صلاح الدين شمال العراق حيث تحتشد القوات الأمنية. وقال قائممقام الشرقاط، علي دودح ل «الحياة» إن «تنظيم داعش، بعد أن كان بضع مئات من مقاتليه يتواجدون في الشرقاط، فاق عددهم الآن ألفي مسلح، أكثرهم منتشرون في الخطوط الأمامية للمدينة»، مشيراً إلى أن «طيران الجيش لا يستهدفهم وإنما يستهدف المدنيين على الأغلب خلال الغارات». وأضاف دودح أن «خمسة مدنيين قتلوا مساء الجمعة عندما قصفت الطائرات عدة منازل وسط الشرقاط وفي أطرافها»، مبيناً أن «أغلب عناصر التنظيم يتواجدون في الشارع وأماكن معلومة». إلى ذلك، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين جاسم جبارة ل «الحياة» إن «الاستعدادات لتحرير الشرقاط مستمرة، خصوصاً بعدما استطاعت القوات العراقية استعادة بيجي القريبة إليها نسبياً»، وأشار إلى أن «الشرقاط لا بد أن تتحرر بإعتبارها آخر مدينة ما زالت بيد التنظيم في محافظة صلاح الدين، لكن ساعة التحرير لم تحدد بعد». وعن دخول الشرقاط ومدى سهولة أو صعوبة الأمر، خصوصاً وأنها بوابة محافظة نينوى التي تخضع بشكل شبه كامل لسيطرة التنظيم، قال جبارة إن «الأمر لن يكون سهلاً لأن التنظيم سيزج بمقاتليه إليها، لكن بالتأكيد في حال انهار الخط الأول للتنظيم فلن تكون هناك مقاومة داخل المدينة وستُقتحم بسهولة كما حدث في عملية بيجي الأخيرة». من جانبه أشار رئيس لجنة السياسيات الخارجية في مجلس محافظة صلاح الدين سبهان الملا جياد ل «الحياة» بضرورة مشاركة دولية بعمليات استعادة الشرقاط لاعتبارات كثيرة»، مضيفاً أن «المحافظة مع التحالفين الدولي والرباعي، وتتمنى أن تكون المعركة الأخيرة مشتركة بين القوات العراقية والتحالفين وأن لا تقع خلافات في وقت متأخر من عمليات التحرير حول من يسمح له بالمشاركة مع من». وقال المتحدث بأسم مجلس شيوخ صلاح الدين مروان ناجي ل «الحياة» إن «مشاركة العشائر ازدادات أخيراً في العمليات داخل المحافظة ومن المتوقع أن تكون أكبر في عمليات تحرير الشرقاط». وأضاف أن «المقاتلين من عشائر المحافظة يعلمون بمناطقهم جيداً ويمكنهم الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة أكثر وسيكونون أكثر سهولة في عودة النازحين إليها وبسرعة». وعلى الصعيد العشائري توجد قوتان تستعدان للمشاركة في عمليات الشرقاط، الأولى بقيادة عشم الجبوري وهمي في بيجي، وقوة أخرى في مخمور وهي بقيادة محمد أحمد صالح وتلقت تدريبات من التحالف الدولي. وحول الوضع الميداني في الشرقاط أبلغ «الحياة» سكان محليون بظروف وطبيعة معيشتهم داخل المدينة في ظل سيطرة تنظيم «داعش» واستعداده للمعركة القادمة. وقال أحد سكان الشرقاط، ويدعى علي، في اتصال هاتفي متقطع بسبب رداءة شبكات الهاتف النقال هناك إن «التواجد بالنسبة لعناصر التنظيم كثيف جداً داخل المدينة والسكان خائفون من عمليات التحرير ليس حباً في "داعش»، وانما خوفاً من الحشد وما قد يترافق معه من عمليات تخريب واعتداء عليهم، كما حصل في بعض المناطق بالعراق». وأضاف أن «عمليات نزوح كبيرة وصلت في الأيام الماضية إلى الشرقاط بلغت مئات العائلات من بيجي وقرية الزوية والمسحك»، مشيراً إلى أن «الخدمات باتت تساوي صفراً... لا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات جيدة ولا انترنت. ورغم أن هناك عمليات تبادل تجاري مع الموصل لكنها محدودة إلى درجة بسبب انخفاض القدرة الشرائية وانعدام السيولة النقدية نتيجة قطع رواتب الموظفين». وتعد الشرقاط اقصى شمال محافظة صلاح الدين (120 كلم شمال تكريت مركز المحافظة) من المناطق التي تسكنها عشائر سنّية وأول منطقة سقطت بيد «داعش».