وقع الطرفان المتنازعان في جنوب السودان اليوم (الإثنين) في أديس أبابا، وثيقة تلزمهما تنفيذ الشق الأمني في اتفاق السلام الموقع في آب (أغسطس) الماضي. وتفيد الوثيقة بأن تستأنف على الفور المحادثات حول نزع السلاح في العاصمة جوبا ومواقع قوات الطرفين وإنشاء جيش موحد، بعد انسحاب المفاوضين المتمردين منها منذ أيلول (سبتمبر) الماضي. وقال نائب وزير خارجية جنوب السودان بيتر بشير بندي: «التوقيع للمعارضة يعد اختراقاً»، وأضاف: «السلام بات حقيقة، وبهذا الالتزام ستسكت الأسلحة وسنرى ضبطاً لوقف إطلاق النار، وستقام جميع المؤسسات المنصوص عليها في اتفاق السلام». وتتعثر المحادثات خصوصاً في شأن تشكيل القوات المسموح لها بالبقاء في جوبا. ويرغب المتمردون في أن يتقاسم الجنود الخمسة آلاف المشار إليهم في المحادثات بالتساوي بين الفريقين. من جهته، قال كبير المفاوضين الممثلين للمتمردين تابان دينغ: «المهم توحيد قواتنا بدءاً بالحرس الرئاسي والعسكريين المتمركزين في جوبا»، معتبراً أن «التقدم يكمن في أن تتفق الحكومة والمعارضة على استئناف المحادثات وتطبيق الاتفاق». وسيسمح تطبيق الترتيبات الأمنية للمتمردين بإرسال فريق إلى جوبا بحلول منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، للتحضير لعودة نائب الرئيس السابق رياك مشارالذي أصبح زعيم المتمردين إلى عاصمة جنوب السودان، حيث يفترض أن يتقاسم السلطة مع الرئيس سلفا كير في حكومة انتقالية. ووقع كير ومشار في 26 آب (اغسطس) الماضي اتفاق سلام، لكن الطرفين لم يكفا عن تبادل الاتهامات بانتهاك الاتفاق، فيما تواصلت المعارك في بعض مناطق البلاد. وأسفرت الحرب الأهلية التي تخللتها مجازر وفظائع مريعة منذ كانون الأول (ديسمبر) العام 2013، عن سقوط عشرات الآف القتلى ونزوح نحو 2.2 مليون جنوب سوداني.