وسط مناخٍ متوتر؛ بدأ طرفا النزاع في دولة جنوب السودان جولة مفاوضاتٍ جديدة أمس في محاولةٍ للتوصل إلى اتفاق سلام تعتبره واشنطن بمنزلة فرصة أخيرة. والجولة الجديدة التي استضافتها إثيوبيا هي التاسعة منذ ديسمبر 2013. ووصف كبير مفاوضي الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا «إيغاد»، سيوم مسفين، التفاوض ب «لحظةٍ مصيريةٍ سيتخذ فيها المشاركون قرارات ستؤثر على مصير جنوب السودان». وقدر مسفين، في كلمةٍ له، حصيلة النزاع في هذا البلد ب «مليون ونصف مليون نازح، و612 ألف لاجئ، وعشرات آلاف القتلى»، مؤكداً «لم نعد قادرين على إحصاء عدد القتلى». وعرض الوسطاء الدوليون في 23 يوليو الفائت مشروع اتفاق ينص على تشكيل حكومة جديدة في جوبا يتقاسم فيها الرئيس، سلفا كير، ونائبه السابق قائد المتمردين، رياك مشار، السلطة. وأمهل الوسطاء الطرفين حتى ال 17 أغسطس للموافقة على المشروع. ويُنتظَر وصول كير ومشار إلى أديس أبابا في ال 13 وال 14 من أغسطس الجاري لتوقيع الاتفاق بالأحرف الأولى. وخاطب مسفين مفاوضي الجانبين قائلاً «كان لديكم وقت كاف لإجراء مشاوراتكم ما دامت هذه الاقتراحات هي نفسها التي تبحثونها منذ 19 شهراً»، منتقداً تباطؤهم. في الوقت نفسه؛ غلب التوتر على افتتاح الجولة التفاوضية الجديدة. واتهم مفاوض المتمردين، تبان دنغ غاي، حكومة جوبا ب «خسارة كل شرعية»، فيما وجَّه نظيره الحكومي، نيال دنغ نيال، انتقاداً شديداً إلى وسطاء «إيغاد» كونهم يساوون بين كير ومشار. وشارك في الجولة ممثل النرويج، ينس بيتر يمبرود، إذ خاطب الطرفين قائلاً «أمامكم فرصة لحل نقاط الخلاف بحلول ال17 من أغسطس، وإذا لم تفعلوا ذلك؛ فسيبحث المجتمع الدولي خيارات جديدة لإنهاء النزاع». وخلال زيارته أديس أبابا الأسبوع الفائت؛ عقد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قمة مصغرة حول الأزمة في جنوب السودان، وحذر بحسب مسؤول كبير مقرب منه من أن هذه التسوية هي «العرض الأخير والأفضل».