يستعد طرفا النزاع في دولة جنوب السودان بحشد آلاف الجنود وكميات كبيرة من العتاد العسكري، لجولة جديدة من المعارك القاسية ستشهدها معظم المدن الكبرى في البلاد، فيما لوّحت الولاياتالمتحدة مجدداً بفرض مزيد من العقوبات على المسؤولين عن العنف. وأشارت المعلومات المتداولة أمس، إلى أن الحكومة والمتمردين يحشدان قواتهما في ولايات الوحدة وأعالي النيل وجونقلي وبحر الغزال الجنوبية، وذلك بعد فشل الاتفاق الأخير الذي وُقِّع عليه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت والمتمردين بزعامة نائبه المقال رياك مشار. وقال الناطق باسم جيش الجنوب فليب أغوير ل «الحياة» هاتفياً من جوبا إنهم رصدوا منذ أسبوعين قيادات المتمردين تتحرك في مواقع عدة في ولايات مختلفة لتعبئة قواتهم وإعدادها للمعارك. وأضاف أن المتمردين يستهدفون مناطق حقول النفط في ولاية أعالي النيل قرب مدن الرنك والمابان، ثم بانتيو وفريانق وميوم في ولاية الوحدة، مؤكداً أن قوات الجيش مستعدة ومتأهبة لردع المتمردين فور تحركهم عسكرياً، خصوصاً أنها ترصدهم بدقة قرب الحدود الشرقية مع ولايات سنار والنيل الأبيض وغرب كردفان السودانية المتاخمة لجنوب السودان. ونفي أغوير ان يكون الجيش الحكومي يحشد قواته، موضحاً أن الجنود في قواعدهم ولم يتحركوا منها منذ أيار (مايو) الماضي التزاماً بوقف النار. واتهم المتمردين بخرق الهدنة. وزاد: «لن نتحرك عسكرياً إلا في حال فشل الجهود الاقليمية والدولية لتحقيق السلام في جنوب السودان». وأعلن أغوير أنهم رصدوا دعماً عسكرياً أجنبياً كبيراً بالأسلحة والذخائر وصل الى المتمردين أخيراً، لكنه رفض اتهام أي جهة. وقال إن جوبا لا تزال تحقق في الجهات الأجنبية التي تدعم المتمردين. وفي نيويورك، هددت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى مجلس الأمن الدولي سامانثا باور، الطرفين المتقاتلين مجدداً بفرض عقوبات، وذلك فور عودتها من جوبا حيث كانت من ضمن فريق من سفراء الأممالمتحدة زار البلاد. من جهة أخرى، أعلن كبير مفاوضي حكومة جنوب السودان في أديس أبابا نيال دينغ نيال، عزم حكومته إجراء الانتخابات الرئاسية خلال شهرَي أيار وحزيران (يونيو) المقبلين، موضحاً أن هذه الخطوة تهدف إلى ضمان وجود حكومة منتخبة في البلاد. وأضاف: «لن نقف مكتوفي اليدين إذا لم يتم التوصل الى اتفاق سلام فإن العملية الديموقراطية ستتم داخل الحزب الحاكم خلال المؤتمر العام». واعتبر نيال أن اتفاق خريطة الطريق لتسوية النزاع التي وقع عليها الجانبان قابلة للتفاوض، مشيراً إلى «أن هذا البروتوكول يشكّل تصوراً عاماً لسير عملية التفاوض بين كل الأطراف». من جهة أخرى، أعلنت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان، أنها تشتبه بأن المسؤول عن القوات المتمردة في جنوب السودان الجنرال بيتر قديت، يتحمل مسؤولية الهجوم الذي تعرضت له إحدى مروحياتها في آب (أغسطس) الماضي، وأدى إلى مقتل أفراد طاقمها.